الطالبة/ نور الفتحية عزتي عفيفة
ماليزية الجنسية
السنة الثانية كلية.
الخبرة: ":من خَبر يخبر خبْرا وخبْرة، في معجم الطّلاب بمعنى: علم وصار مُجَرَّبا. والجمع: خبَر وخبرات. والعبرة: بمعنى التّأمل والنّظر العميق أو العظة. والجمع: عبَرٌ وعبرات.
فالخبرة والعبرة هما أساس الحياة وعنصراها؛ فلا وجود لحياة إنسان يفقد هذين العنصرين؛ فبهما تبنى الحياة، وبهما تبنى الأسرة والمجتمع والأمّة.
إنّنا بحاجة ماسّة دائمة في حياتنا إلى الخبرة والعبرة لنبني أنفسنا ونكوّن شخصيّاتنا أوّلا، ونكوّن شخصيّات أخرى ثانيا.. فالأب لا يطوّر أسرته إلاّ بهما، والأمّ لا تربّي أولادها تربية صالحة بدونهما، ورئيس الدّولة لا يصحّ أن يكون أهلا للرّئاسة إلاّ بالخبرة والعبرة، وقائد الجند أو الجيش لا ينجح في عمليّة القيادة ما لم يكن خبيرا ذا خبرة. فنحن في كلّ وقت وحين يتوجّب علينا الاتّصاف بهذين العمدتين.
الإنسان الّذي يريد أن ينجح في عمله ينبغي أن يقوم بالتّجارب اليافعة، والممارسات الدّائمة؛ فالتّجربة والممارسة هما اللّتان تكسبان الإنسان الخبر المعينة المتنوّعة والعبر المتخصّصة؛ لذا كان لا بدّ منهما في الحياة. فالمرء في جميع مراحل عمره يتطلّب بأن يتذوّق الحياة بتجارب مختلفة؛ فهي تنمّي التّفكير، ومن خلالها تُؤخذ الخبرُ والعبرُ. وقد يكتسبهما الإنسانُ من تجارب شخص آخر، سواء أكانت تجارب إيجابيّة أو سلبيّة.
الخبرة والعبرة تجعلان صفحة سوداءَ بيضاءَ، وتاجًا مُظلمًا مُضيئا. ويكفينا القرآن الكريم عبرة وعظة لما فيه من قصص الأمم السّالفة.
وهناك قصّة طريفة ساذجة بسيطة عن الخبرة والعبرة:
أحمد ومحمّد صديقان، ذات يوم حضرا حفلة، وأثناءها بدأ كلاهما ينظر إلى موائد الأطعمة المتنوّعة المتلألئة، ثمّ حدث حوار بينهما:
أحمد: يا محمّد، هل رأيت ما رأيت؟
محمّد: نعم الأطعمة المتنوّعة.
أحمد: أودّ أن آكل ذلك الطّعام.
محمّد: لا، ذلك الطّعام ليس لذيذا.
أحمد: كيف اكتشفتَ ذلك؟
محمّد: من خلال نظري إلى لونه غير المعجب.
أحمد: أوافقك الرّأي.
وفجأةً جاء شخص وأخذ الصّحن الذي فيه ذلك الطعام، وهما ينظران إلى بعضهما بعض ضاحكيْن.
محمّد: سترى أنّه سيرمي الطعام.
أحمد: صحيح، سيندم.
ثم جاء شخص آخر وآخر... وأخذوا الطّعام نفسه.
أحمد: هل أنت متأكّد أنّه ليس لذيذا؟
محمّد: نعم. ولماذا؟
أحمد: إذا كان ما تقول صحيحا فلمَ يتداول النّاس في أخذه؟
محمّد: نعم، ذاك الطعام صار قليلا هيّا نجرّب قبل أن ينتهي.
أحمد: لا، أنا لا أريد.
محمّد: إذن، أنا سأجرّب وأتمنّى أن يكون لذيذا.
محمّد: ما شاء الله ما ألذّ هذا الطّعام،
أحمد: صحيح؟ أعطني منه قليلا.
محمّد: سامحني، قد انتهى.
لذا قال الإنجليز:
"Dont judge the book by its cover …"
بمعنى: لا تحكم على كتاب من غلافه قبل أن تتصفّحه؛ فَتَخْسَرَ ما يحتويه من معلومات وفوائد. فلا عيب في تجربة شيء، إن كان جيّدا ربحتَ، وإن كان سيّئا أخذتَ عبرة تمنعك من الوقوع فيه مرّة أخرى؛ إذ "لا يُلْدَغ المؤمنُ في جُحْر مرّتين".
قال الأديب أبو جعفر عمر:
وما زالت الدّنيا طريقا لهالــــك
تُباينُ في أحـــــــوالها وتُخــالـــفُ
ففي جانب منها تقوم مَآتمٌ
وفي جانب منها تقوم مَعـــــــارفُ
فمن كان فيها فاطنا فَهْوَ ظاعنٌ
ومن كان فيها آمنا فَهْوَ خائــــفُ
ѺѺѺѺѺѺѺ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق