إعداد: ويدراوغو إبراهيم موسى. بوركيني
في ظلال النشاطات الثقافية بكلية الدعوة الإسلامية نظمت الاتحادات الثلاثة ( العام والدراسات والسنة الرابعة) أمسية ثقافية ممتعة مساء الخميس 07ـ05ـ2014م وكان ضيف الأمسية وصاحب الإفادة هو الباحث البركينابي الأستاذ: سنكارا إلياس الذي ألقى خلالها محاضرة قيمة بعنوان((اللغة العربية بين الازدهار والاندثار))....و قد استفتح الأستاذ محاضرته بالبسملة والصلاة على البشير النذير...ثم رحَّب بالجمهور وأبدى لهم السرور بحضورهم المشكور...ثم شرع في معالجة الموضوع لِيسُوقَ الحضور إلى أعماق القرون الخالية كي يفرّق بين مفهوم اللغة العربية في فترة ما قبل النبوة و مفهومها في العصر الراهن.. فبيّن مدى ما بلغته اللغة العربية من ازدهر كبير وصيت بعيد في فترة ما بعد النبوة وخاصة في زمن ازدهار الحضارة العربية الإسلامية التي أقبلت عليها الأمم وانبهروا بها في تلك الحقبة التاريخية.
يقول المحاضر: ((لما رأت الأممُ الأخرى ما عند المسلمين من علم وحضارة في حين أنّهم يعيشون حياةً بُدائية، سارعوا إلى طلب العلم في بلدان المسلمين، ولم يكن غرضُهم معرفةَ الإسلام بوصفه ديناً، وإنّما العلمُ الذي يسبح فيه المسلمون، فكان هدفُهم العلمَ لا غير، وأسبابُ هذا العلم هو اللغة العربية، فكانت اللغة عندهم وسيلة وغاية في الوقت نفسه، فهي الوسيلة المتخذة إلى العلم، وغاية لأنّ العلم والعربية في آن ذاك وجهان لعملة واحدة...)) ثم يلخص الأستاذ أسباب ازدهار اللغة في الماضي في نقاط، منها:
1ـ اتصالها بالدين الإسلامي
2ـإنشاء المسلمين مجالس تعليمية بلغة عربية...وكثرة التأليف والترجمة.
3ـ تزاوج الثقافات من خلال الاتصال الحاصل بالفرس والهنود والروم...
وبعد ذلك ساقَنا المحاضر إلى الجانب الآني للغة وقد بدأه بتعريفات جاءت منها، اللغه:(أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)...."منظَّمةٌ عرفية للإشارة إلى نشاط المجتمع" واستنتج من خلالها أن اللغة العربية قادرة على مواكبة سير العصر وعلى مزاحمة أخواتها في كل مَصر... وقدّم أمثلة تقريبية في سياق مقارنة بين اللغة العربية وأُختيها الإنجليزية والفرنسية ليستنتج كونَ العربية أقدر على سَدِّ فراغ الاختصار المطلوب في هذا العصر السريع.
أسباب تدهور أو اندثار اللغة العربية:
أوّلاً/ تأتي على أوّل هذه الأسبابَ معاناةُ اللغة من تهميش وتقليل الشأن في المجتمعات العربية، فاللغة العربية لم تعد تمتلك مكانةً عند كثير من العرب اليوم بقدر ما كانت تمتلك عند أسلافهم.
ثانيا/ ضعف المستوى التعليمي للفصحى في المدارس.
ثالثا/ عدم ثقة الحكومات العربية بنظامها التعليمي، واعترافها بفشلها فيه.
رابعا/ العولمة، إذا كانت العولمة تسعى إلى جعل العالم قريةً كونيةً واحدة، وانفتاحِ المجتمعاتِ على بعضها البعض في التبادل الثقافي والتجاري.
ثم يتساءل الأستاذ :
هل يمكن للغة العربية أن تنقرض في ظل ذوبعة التحديات؟
وأكد من خلال جوابه امكانية اندثار اللغة العربية وموتها؛ إذا استمرت على الحالة التي هي عليها اليوم، وقد ساق ـ لدَعْم هذا الموقف ـ أدلةً منطقيةً مهمة لا يسع المقام لسردها...ولم ينس أن يؤكد البعد الديني للغة وكونها ستبقى حافظا لقيمتها في ظل هذا البعد...ولكن((فأيّ اندثار أكثر من التدهور من العالمية إلى كنف المناسبات الدينية)).
العوامل التي تُسهم على ترقية اللغة:
أولاً/ اكتسابُ المجتمعاتِ العربيةِ قوةً ونفوذاً في مستويات الحياة المختلفة
ثانيا/ تحسينُ الإعلام أكثر، لأنّ الناس يُطعمون عقولَهم بالإعلام إطعامَ أنفسهم بأنواع الأغذية....
وقد ختّم الباحث محاضرته بقوله: إنّ حياةَ اللغةِ العربية وموتَها وازدهارَها وانقراضَها مرتبطةٌ بالحكومات والشعوب العربية قبل أيّ واحد آخر، ومرتبطة باستعمال كلّ ناطق بها في حياتهم اليومية، وباستخدامها المتزايد والجاد في شبكات المعلومات العالمية؛ فَعِلَّةُ تدهورِ اللغة العربية من أصحابها لا منها.
وإلى هنا أعاد الشكرَ للجميع وفتح باب المداخلات للجمهور...فكان ممن تدخلوا: السيد رئس الاتحاد العام لطلبة الكلية:أ.يحي بايي الذي قدّم أحر آيات الشكر للأستاذ المحاضر ثم حث الطلبة على المشاركة في النشاطات الثقافية...وفي النهاية تعالت ترنيمات التصفيق توحي بمكانة المحاضر في القلوب؛ فترى القوم مندفعين نحو المنصة للتصوير...حفظه الله ربُ الناس أستاذَنا إلياس من كل مكروه وبُؤس وزاده علوا وتوفيقا في المسير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق