مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

أصل العداوة بين توم وجيري (TOM & JERRY)

(كان يا ما كان، في قديم الزمان...) هذه مقدمة تعود جدي دائما أن يبدأ بها إذا أراد أن يقصص لأبناء القرية عندما يحل الظلام، وتختفي الطيور في أوكارها، سوى الخفافيش والبوم التي تعودت أن تحوم فوق دوح القرية المظلمة التي قلما يقترب منها أحد بالليل، فتجد جميع أطفال القرية يتجمعون في ساحة الدار الموجودة في وسط القرية، وخصوصا في الليالي التي تكون مظلمة، لأن في الليالي المشرقة بنور القمر يكون الأطفال في ألعابهم وأسمارهم الأخرى....
       هذه القصة التي سأقصها لكم الآن تذكرتها عندما كنت في قاعة الفصل في مادة الأديان، وفي موضوع المسخ، والمسخ هو أن يتحول الإنسان إلى حيوان ـ أكرمكم الله ـ كما في كتاب ـ حياة الحيوان ـ أرجو أنكم اطلعتم عليه...
في الهندوسية ـ وهي ديانة من الديانات الآسيوية ـ يُعتقدُ أنّ روح الإنسانِ تعودُ إلى الحياة مجددًا بعد الموت... ولكن كيف تعود؟ هذه قصة أخرى شيّقة يمكنك أنْ تتابعها من خلال قراءتك الدائمة... باختصار يقولون إنّ الإنسان إذا كان عمله سيء فهو يرجع ويتحول إلى حيوان أو جماد أو نبات... أما إذا كان حسن الخلق فروحه ترجع إلى أفضل إنسان مجددا... هذه هي عقائدهم في الحياة والموت، الإنسان يموت ويحيا، ولكن كله في هذه الدنيا. ويمكن أن يكون إنسانا مجددا أو حيوانا أو نباتا، أو جمادا... كما أن في المسخ أيضا تفاضل، فقد يكون أسوأ حيوان، أو شجرة رائحتها كريهة أو وردة جميلة.... هنا يسمى رسخ، أو فسخ، أو مسخ، أو نسخ. كلمات لم أفهمها حتى أنا.. ونسيت أن أسأل عنها جدي. (نراجع معا مستطيل مستدير الزوايا: حكم وفلسفات طلابية  
واحسرتاه! يا إنسان! وعدك ربك أنك إذا أطعته جزاك بالجنة، وأعطاك كل ما ترجو، ومع ذلك تعصيه. أين أنت من السماوات والأرض يُطِعْنَه طوعا أو كرها دون أي مقابل! اتق الله في السر والعلن فغضبه شديد.
 (منى كنفي/ بوركينية.)

القاموس).
       يقول جدي: "كان في قديم الزمان صديقان، الأول اسمه (توم)، والآخر (جيري) ـ هذا اسمهما الحديث طبعا، أما في تراثنا القديم فقد عُرفا بالفأر والقط... كان توم شابا طموحا خلوقا يحب أن يساعد الناس وخصوصا المحتاجين... وكان جيري كسولا يحب نفسه أكثر من اللازم، يتملق، وكلما وجد الفرصة يتسلق... في يوم من الأيام سافر توم، وترك داره أمانة في يد صديقه العزيز.. كانت الدار فيها كل أنواع الأطعمة والمشروبات.. فيها كافة وسائل الراحة، تكييف، تلفزة.. ومفروشة بأفخم أنواع المفروشات..
بعد أيام..  فكر جيري كيف يستمتع بدار صديقه... فكر.. وفكر... ثم فكر.. أخيرا، قال هذا هو الحل... لازم أستعمل الدار وإلا ستضيع الفرصة،.. و..و.. أو أحسن آخذها كلها إلى داري.. حتى لا يتهمني الناس... وأكسر الباب.. وإذا جاء توم أقول له نهبها اللصوص.. وانتهى الأمر.. هكذا فعل، ولم يبال بالأمانة وحسن ظن صديقه به...
وعندما رجع صديقه من السفر.. وجد باب داره مكسورا... والدار خالية من أي شيء.. ووجد آثار أقدام جيري في كل مكان.. اتصل به وناداه... وأخبره أنه وصل ويريد أن يقابله... وعندما وصل صاح ... ماذا أصاب الدار... أنا آسف يا صديقي لم أدر أن دارك أصبحت هكذا... أسأل الله أن يمسخ الفاعل... ففي الحال تحول إلى حيوان... هذا نتيجة خيانة العهد، وتضييع الأمانة... فلا تضيعوا يا أبنائي الأمانة.. ولا تنسوا أن تحبوا لإخوتكم ما تحبوه لأنفسكم... فالأنانية دائما تفرق الجماعة، والخيانة تمسخ الإنسان ويتحول إلى حيوان، أو خفاش أو بوم، أو غراب... فيهجرك الناس.
ومن ذاك الوقت صارت العداوة بينهما... وقصة لا تنتهي... دائما نشاهد حلقات من رسوم توم وجيري.. والعداوة في أوجها.. فإلى متى...؟

حياتنا في هذه القصة

   في يوم من الأيام، كان هناك رجل مسافرا في رحلة مع زوجته وأولاده، وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق فسأله: " من أنت؟" قال: "أنا المال"
فسأل الرجل زوجته وأولاده: "هل ندعه يركب معنا؟" فقالوا جميعا: "نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل كل شيء  "
فركب معهم المال، وسارت السيارة حتى قابلوا شخصا آخر، فسأله الأب: "من أنت؟" فقال: "أنا السلطة والمنصب" فسأل الأب زوجته وأولاده: "هل ندعه يركب معنا ؟"
فأجابوا جميعا بصوت واحد: "نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل كل شيء"
فركبت معهم السلطة والمنصب، وسارت السيارة لتكمل رحلتها، وهكذا قابلوا أشخاصا كثيرين بكل الشهوات والملذات ومتع الدنيا حتى قابلوا شخصا فسأله الأب: "من أنت ؟" قال: " أنا الدِّين"
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد: " ليس هذا وقته، نحن نريد الدنيا ومتاعها، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا، و سنتعب في الالتزام بتعاليمه، و حلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام،و..و.. وسيشق ذلك علينا، ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد إن نستمتع بالدنيا وما فيها"
فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها وفجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش، وكلمة قف،  ووجدوا رجلا يشير للأب إن ينزل ويترك السيارة،  وقال له انتهت الرحلة بالنسبة لك، وعليك إن تنزل وتذهب معي إلى مركز تفتيش، نفتش عن الدين ...... هل معك الدين؟
فقال الأب: لا، لقد تركته على بُعد مسافة قليلة، فدعني أرجع وآتى به .
فقال له الرجل: " إنك لن تستطيع فعل هذا، فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل "
فقال الأب " ولكن معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والأولاد و..و..و..و "
فقال له الرجل: " إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وستترك كل هذا،
وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق "
فسأله الأب: من أنت؟ قال الرجل: أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه.
ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الأولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أحد .
قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24]
وقال الله تعالى: 
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]

أنوار الحق ثاقب/ باكستان