مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

تفكير الطالب الجامعي

إبراهيم محمد محمد/نيجيريا

 

           الرحلة طويلة، والطريق واعر، والحرارة عالية، والماء قد لا يكفي، فما هي الإستراتيجية التي تتبعها لتصل بسلامة؟ وكيف تخفف من المعاناة؟ وإن كنت من الذين ولدوا مع ملعقة ذهبية، فقد تكون في رحلة سريعة، ومريحة... ولكن ماذا بعد الرحلة؟ لذلك، يأتي دور التفكير، والأداة متى؟ متى تفكر؟ ابحث عن إجابة قبل المواصلة.

  من طبيعة العقل أن يفكر عندما يثيره شيء ما، عندما يلفت انتباهه، بالطواعية، أو بالإجبار، ولذلك قد تكون في غفلة وسبات عن التفكير، وخصوصا عندما تطغى عليك حالة ما، سواء حالة سعادة، أو ألم. أو عندما تُغلّب جانب العاطفة على جانب المنطق.

ومن هنا أن تُفكّر تفكير طالب جامعي مسؤول عن نفسه وعن المجتمع الذي ينتمي إليه، يفرض عليك ذلك أن لا تفوت موقفا، إلا واستعملت التفكير المنطقي السليم، أن تكون منتبها يقظا، وإلا فإنك تكون مقصرا في القيام بدورك، عالج  الفكرة الطارئة في أي موقف بالطريقة التي عرفتها في الحلقة الثانية التي ذكرت في العدد الماضي.

  فالتفكير ليس له وقت معين، أو زمن خاص، فهو ملازم لحاجات الإنسان، لكن كطالب جامعي، يلزمك أن تفكر فيما هو منطقي، ومفيد، وهادف، وكذلك أن تتعرف على مناهج وأنواع التفكير المفيدة لك ولمجتمعك، فقد وضع العلماء العديد من الأسس التي تعين الإنسان أن يفكر تفكيرا مفيدا ومبدعا، والله وهب الإنسان العقل ليمشي به سويا مستقيما، لأنه عندما يستعمل الإنسان عقله بطريقة سوية مستقيمة، بقض النظر عن جنسه ودينه، و..و.. فإن ذلك سيوصله إلى السعادة، والطمأنينة، وإن لم يستعمله باستقامة، فإنّه سيشقى، ويتألم، (ما أصابك من سيئة فمن نفسك) فالإنسان هو الذي خلق في أحسن تقويم. وثم بعد ذلك يتردى بنفسه إلى أسفل السافلين. عندما يمشي منكبا على وجهه كالدواب والأنعام التي لا تعرف إلا بطنها وفرجها. ولم توهب نعمة العقل والتفكير.

  وفي الأخير فإن كل ما قلناه في هذه الحلقات ليس إلا نذر من بحر واسع، وأنت أيها القارئ، أدرى بنفسك، فقدها إلى السعادة بهذه النعمة الربانية،  فأنت تقود حياتك بالطريقة التي تفكر بها. (فكيف تفكر؟) هو المفتاح لقيادة ذاتك، وما حولها.

والجامعة هي الميدان الذي نشحذ فيه الأذهان بالأفكار الإيجابية، والنظريات النافعة التي تركها السابقون للاحقون، بعدما بذلوا مجهودا في تكوينها. فهذه فرصتك أيها الطالب الجامعي، لتتعرف على شتى الأفكار والتصورات السابقة التي خلفتها البشرية لأجيالها اللاحقة في بطون الكتب؛ فكل علم نافع مبني على فكرة ما، حاول أن تتعرف على أصول أفكار أي علم، وكيف نشأ وتطور. وحاول أن تتدبر ما في القرآن من آيات تدعو إلى التفكير والنظر، ومعالجة العديد من القضايا، والإجابة عن مجموعة من الأسئلة الغامضة التي حيرت المفكرين. وفقنا الله للاستقامة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق