مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

بين عرس ( الداعية ) ... وتحسر ( المسؤولية )

            إعداد / يونس سعيد توري، مالي. 
في كل مرة تتحفنا الفعاليات الطلابية بصحف جديدة تحمل عناوين براقة تتجلى من خلالها ميول طلاب الكلية نحو العمل الإعلامي، ها نحن ذا هذه المرة نتفاجأ بصحيفة  ( ثقافية تحليلية فصلية ) موسومة بـ ( الداعية ) تصدر عن أمانة شؤون الطالبات، وشاءت الأقدار أن تكون تلك الصحيفة إلى جانب شقيقتها ( صحيفة الواقع ) أمام سوق الكلية.
ومع هذه المبادرة الطيبة الجديرة بالشكر والتقدير للجهة التي أصدرت هذا المشروع الثقافي (الداعية) الذي سيترك صيته ذائعا شائعا في تاريخ الكلية إلا أننا نتخوف كثيرا من أن تحذو ( الداعية ) حذو بقية الأعمال الثقافية الطلابية الأخرى التي كادت أن تذهب أدراج الرياح لولا مبنى الكلية التي حالت دون تيار الإهمال العاتي الذي يجرف أي إبداع طلابي نحو بحر لجي لا يبقي له  ذكرا ولا أثرا.
وأقرب نموذج جدير بالاستشهاد في هذا الصدد وبخاصة في مساهمة الطالبات الثقافية في مجال الإعلام، تلك الصحيفة الموسومة بـ ( المسؤولية ) والتي تقع في الطابق الأول من مبنى الكلية قرب مكتب شؤون الطلاب القديم على اليسار.
وهي صحيفة ثقافية توضح لنا جليا مستوى اللائي أصدرنها ومدى قدراتهن على الكتابة والتعبير وانتقاء الكلمات وتنسيقها بطريقة هندسية سلس وتناسب لغوي أسلوبي رائع وقيمة أدبية فكرية متميزة.
          لكن ماذا علينا لو تساءلنا عن الأسباب التي جعلت صحيفة ( المسؤولية ) رهينة للغبار وسط إقامة جبرية مُفرَضَة عليها، في سكوت دائم لا يفهمه إلا من تعلم لغة الصمت، أو أعطي فهم فك شفرات الصمت.  
إني تذكرت والذكرى مؤرخة تذكرني يوم أن وقفت على صحيفة ( المسؤولية ) أسفا على الهجران الذي خيم عليها، بلغ بضع سنوات،لم تلمسها خلالها يد قارئ أو تنفض عنها غبار الدهر الذي كاد أن يدفنها.
 فبينما أنا في حالة تفكر عميق لا أكاد أحس بما حولي أرفع رأسي فأصادف بعنوان بارز أمامي هكذا : ( المسؤولية )، فدنوت منها وبدأت ألقي نظرة سريعة على عناوينها الفرعية فإذا بي أجد مقالة تستوقفني فبدأت أقرأها وأتأمل معانيها فكلما قرأتها كررتها معجبا بالقلم الذي مج على تلك الصفحات البيضاء حبرا أنتج فكرا رصينا يبقى ما دامت لوحة تلك الصحيفة معلقة.
 غرقت في القراءة وحسبت أنني لا أزال على المقالة الأولى منتقلا بين جزئياتها وفروعها في تناسق تام بين موضوعاتها، فإذا بي أنهي قراءة الصحيفة كلها من دون أدنى شعور بملل.
حينها راودتني بعض الأسئلة التي رددتها في همس وبصوت خافت قائلا : ألم تعلم أمانة شؤون الطالبات دورة 2008 م حين أصدرت صحيفة ( الحكمة ) بصحيفة ( المسؤولية ) هذه؛ لتصدرهما معها، فتضيف إلى رصيدها مثقال حسنات هذه وتلك؟ وأزيد قائلا : ـ دع عنك ما فات ـ لمَ تبتعد كثيرا اسأل حالا : ألم تكن أمانة شؤون الطالبات دورة هذا العام 2010 م على دراية بـ ( المسؤولية ) حين أعلنت إصدار صحيفة مسماة بـ ( الداعية ) ودعت أرباب القلم والكلمة إلى المشاركة بالكتابة.
وعبر هذه الأسطر أتقدم بأحر التعازي القلبية لصحيفة ( المسؤولية ) مُكنًا لها كل التقدير على ما تحتويه من مادة ثقافية قيمة، كما لا يفوتني أن أدعو أمانة شؤون الطالبات أيضا إلى اصدار   ( المسؤولية ) مع ( الداعية ) في سلسلة الإصدارات الثقافية المقبلة؛ لأن كلمة ( الدعوة ) التي هي مصدر للصفة ( الداعية ) تعتبر ( مسؤولية ).
وبهذا يكون كل داعية مسؤولا عن إصلاح وإرشاد وتوجيه المجتمع الذي يعيش فيه وتقديم الأفضل والأنسب للأفراد الذين يعيشون معه، إضافة إلى صون المسؤولية والمحافظة عليها والاهتمام بأدائها على الوجه المطلوب بما يَدِرُّ على الفرد والمجتمع بالخير الكثير، وليس ينفصل ذلك كله عن مهمة الداعية. ومن خلال المقاربة السابقة يتبين لنا أن الصحيفتين ( المسؤولية ) و ( الداعية ) كجناحي طائر لا يستغنى بإحداهما عن الأخرى؛ بل يكمل كل منهما الأخرى. فعلى الجهات المعنية أن تعيد النظر في عرس ( الداعية ) وتحسر ( المسؤولية ) فليس من اللائق أن يعطي المرء أحد أبنائه فوق ما يستحقه على حساب الآخر.                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق