مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

خاطرة عن الحب

المطهّر يوسف بن ناصر- نيجيريا.

ما الذي عمّ صداه الأجواء والفضاءات، فلم يبق مشهد ولا مسمع سواه؟ ...الحبّ!، ما الذي يهتف بذكراه المراهقون والمراهقات في السن الحرجة؟ ...الحب!

ما الذي لا يتفكه الشباب في كل حلقات وتجمعات إلا باسمه ؟... الحبّ!، وما الذي لا تتجمع الشابات في كل نواد ومنتديات، يطبن نفسا إلا لتقديسه؟ الحب... !.

ما حقيقة هذا الحب؟ ما الحب؟

!WHAT IS LOVE?  QU EST-CE QUE L‛AMOUR?

سؤال عقيم يستعصي على الإجابة، هكذا طرح نفسه في كل ثقافة من الثقافات القديمة على أساطين فكرها، وفطاحل فلسفتها، فكل منهم قطب وتاب، ولم يحر جوابا، هز له أرسطو رأسا أنه لا يدري، مثل حال سقراط وأفلاطون قبله، تعب في تحليله فرويد وأمثاله من النفسانيين رسبوا، لا أحد يعرف تفسيرا للحب!  أخفق كل الفلاسفة والشعراء والكتاب الذين طرح أمامهم.

ما حقيقة هذا الحب؟ ما الحب؟

!WHAT IS LOVE?   QU EST-CE QUE L‛AMOUR?

تمر الليالي والأيام، والسؤال نفسه ما زال يطرح نفسه مجددا أمام طاولة النقاش بعد كل مراجعة مستجدة لصفحات الماضي المطوية في الحكايات الغريبة الواردة في تبعات العلاقات الودية وأزماتها بين الشباب والشابات، وبعد كل قراءة مستمرة للواقع المؤسف عليه الذي يعيشه الشباب والشابات اليوم، في كل نوادٍ وتجمعات.

فخرجت بانطباعات، مفادها: أن الحب لغز ، ما الحب إلا طلسم، الحب حرف- بلا نقط وشكل – أعمى، الحب لفظ بلا معنى. الحب محيط كبير جدا لكن لا يُحاط بساحل، الحب مثل حديقة فيحاء منعّمة بكل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، لكن يتيه فيها الواغل، الحب له ما يربو على ستين لقبا، كلها وهْم لا يعبّر عن حقيقة، كلها سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه  لم يجده شيئا، إن الحب لاشيء.

يُرسم الحب قلبا، والقلب يتقلب...الحب متقلب كما تتقلّب في أثوابها الغول.

الحب خراب!!! كم من دفن حيا من العشاق، كم من نال منه الحب بالمساس، أقعده - على الدوام- على فراشه، يعوده ذووه فينة بعد أخرى، يشفقون عليه.

الحب بلاء وخراب!!!كم دخل العقول فأفرغها، والديار فودعها بلاقع، وتموضع الحقائق فزيّفها.

تغلغل الحب بين أوساط الشباب والشابات في الجامعات والكليات، بين ملتقيات المراهقين والمراهقات في الجوامع والمدارس، فأنساهم مسؤوليتهم في الحياة، ساهم في تدني المستوى التعليمي،أصبح الحب الحديث اليومي يتشدقون به، ويتناقلونه ويتراسلونه في رسائل قصيرة في موبايل، يقرؤونه على الأنترنت، حتى في الفصول والقاعات، أمام الأساتذة المساكين الذين هم أحيانا يقعون أحيانا فريسة هذا الفخ.

تربّع الحب على عرش المؤسسات والمصانع، فقلل  من مستوى الكفاءة، الموظفون والموظفات يسترقون النظر بعضهم إلى بعض، يتواعدون للقاء بعد الدوام في المقهى.. في المنتزه...، يدشنون  علاقات ودية خارج الزواج.

الحب جريمة!!! كم جرائم ارتكبها الحب على سطح المعمورة، كم دماء سالت، سفكها الحب، كم من حروب طاحنة أججها الحب، كان الحب وقودها، وكم ذات البين حلقها وبددها وكم... وكم...

صار الدنيا كلها حب،  له سماسرة يقومون بالدعاية له، على كل وسائل الإعلام: المرئية والمسموعة، في التلفزيون في الإذاعات، في الإنترنت حب، (love)، تغزل (Blues)، في الجرائد في المجلات، في...في.. صور خليعة.. رسائل غرامية...

بلغ الحب بالعشاق جميعا غاية السفاهة، فألّهوا الحب، يدينون له، خصصوا له يوما عالميا لعبادته، يلبس فيه الأحمر والأبيض...يتبادلون فيه الزهور والهدايا باسم الحب...الحب...

جُنّ العالم بجنون الحب!!! فمن ينقذ العالم من  طامة الحب الكبرى؟

فلا أنكر الحب، فكيف أنكر، وأنا حبيب... محبوب، الحب غريزة، لكن أن يسلّم الإنسان زمامه الغريزة، تلعب به لعبة الدمية، تهيمن على حياته، تشغله عن المهمة الكبرى التي خلق من أجلها.

فإذا كنت تحب، فحبّ في الله ورسوله، فإنه ذلك الحبّ الحقيقي المنشود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق