مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

الحِمَارُ العَاشِق


ذهب الشاعر بشار بن برد إلى بعض أصدقائه، وعلامات الحزن تبدو عليه. فقال لهم : مات حماري العزيز، ورأيته بالأمس في النوم، فسألته: لمَ متَّ؟ فقال لي : لقد متُّ من آثار الحب؛ فلقَد أحببت حمارةً رأيتها عند باب الأصبهاني، ثم قال الحمار أبياتاً يصف لي فيها جمالَ الحمارة. فتعجب الحاضرون، وقالوا : الحمار قال شعراً؟!! فكر بشار قليلاً، ثم قال بعض أبيات من الشعر، زعم أنّ الحمار قالها، ومنها:
ولها خـــد أسيــــل         مثل خدّ الشيــفران
فلذا مت ولو عشــ       ـت إذاً طال هوانـي
فلم يعرف أحد معنى الشيفران، ولم يكن لهذه الكلمة معنى أصلاً، فلقد جاء بها بشار ليستقيم له وزن البيت، فسأله أحدُهم: وما الشيفران؟ فقال بشار في ذكاء: ما يدريني، هذا من غريب كلام الحمار، فإذا لقيته فاسأله. فسكت القوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق