مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

الامتحان.. بين حب وكره


          إبراهيم محمد


 الامتحان في مفهومه الأكاديمي، وسيلة من وسائل التعليم يستعمل لتقويم أداء المُتعلّم، ومعرفة مستوى تحصيله من المقرّرات الدّراسية، وقد يكون الهدف منه تشجيع المُتعلّم ليصل إلى درجاتٍ علميةٍ متقدمة في نُموّه المعرفي والعلمي.
والأزمة بين المتعلّم والامتحان تأتي حين يكره الطالب الامتحان ويعاديه، إنّها علاقةٌ مستمرة مع طالب العلم منذ تعليمه الأساسي، ويستمر معه في رحلة العمر.
  الكثير منا بنى نظرته على أساس من التهرب والفرار إلى الأمام، والتخلص من هذا المشاكس الذي يزورنا كل فصل دراسي، وكل منتصف سنة، وفي نهاية السنة.. والمثل يقول: زُر غِبًّا تزددْ حبًا.. ويقال: مرّ مرور الكرام.. لكن الامتحان ليس كذلك، فهو ليس كريما في نظر البعض؛ لأنّه ينزل ضيفًا ثقيلا لعدّة أيام، أسبوعين فأكثر، وأحيانا إلى ثلاثة أسابيع.. يقض المضاجع، ويُنهك الكواهل.. و..و.. هكذا يتصوره البعض..
  هذا التصور لا ينبغي أن ينظر به إلى الامتحان؛  فليكن الامتحان ضيفا محبوبا معززّا مكرما؛ لأنّ به نعرف من نحن، وما هي قدراتنا، وماذا نستطيع أن نقدّم لأنفسنا في الحياة من خلال ما تعلّمناه، فبالامتحان ندرك أنّنا تعلّمنا العلوم النافعة المفيدة التي تجعل منّا أشخاصا قادرين على تحمل أعباء الحياة، وقادرين على التكيف مع البيئة المحيطة بنا؛ لأننا فهمناها، لغة، واصطلاحا.. فهمناها تاريخا وتأصيلا.. ومنهجا ومقررا.. وفقهناها جملة وتفصيلا.. ونطقنا بها بلاغة وشعرا.. وربينا أبناءنا على أدبها نموا وسلوكا سليما....
  فإذا أردت أن تكون سعيدا مع سيادة الزائر، فضيلة السيّد الامتحان، فعليك أن تحب جميع الوفد المرافق له من المواد، وقد قيل: بالحب تُبنى البلاد.. وعليك أن تتخلص من مفردات الكراهية والبغضاء، وأن تنظر في مصلحة سعادتك المستقبلية التي لا تجدها إلا من هذه المواد الدراسية.. ولا تقل: (أكره المادة الفلانية)، فمثلا: البعض يقول: (أنا أكره النحو؛ لأنّه صعب،) (ولا أحب الرياضيات؛ لأني لا أفهمها جيدًا) هذا تفكير خاطئ، وإنّك تجلب على نفسك الصعوبات والمتاعب بمجرد تفكيرك بذلك.. فإذا تريد أن تعالج الكراهية التي بينك وبين المواد، والمقررات،، فاسألها: ماذا تفيدك في حياتك؟ ما الذي ستقدمه لك هذه المادة في الحياة؟ ستجد من خلال الإجابات أنك تقع في حبها، ولا تستطيع أن تستغني عنها.. إنها: التفسير، والحديث، وعلوم القرآن والنحو، والبلاغة، والأدب، والسيرة، والتاريخ، والرياضيات، والحاسوب، والبرمجة... وبها الرقي والتقدم.. نرجو للجميع التوفيق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق