مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

سقراط الحكيم في ذكر الرحمن


إعداد: نور الفتحيّة عزّتي عفيفة، ماليزيّة

 الكتاب الذي أطالعه الآن هو نوع من أنواع البحوث المعاصرة (2013م) وهو عبارة عن دراسة مقارنة تحليلية وصفية بقلم وِيسْنُو سَسُونْغكُو إندونيسي من كلية الهندسة، ولد في جاوا الغربية 1972. وهذا الكتاب وضعه تحت عنوان : ((سقراط هو لقمان الحكيم الأسمر)). هذا هو كتابه الثاني الذي ألازمه الآن في قراءتي بعد بحثه السابق: ((الإسكندرهو ذو القرنين)) الذي تناوله بدراسة مقارنة تحليلية وصفية.
المؤلف في بحثه السابق أراد أن يوضّح لنا أن هناك تشابها متينا، فعلاً معقولاً، ما بين الإسكندر فاتح المغرب والمشرق بين سدّين والشخص الثاني الذي لقّب بذي القرنين كما ذكر في الفرقان. وكذلك هناك تطابق وتوافق، فعلاً منطقياً، في شخصية سقراط الفيلسوف الإغريقي و شخصية لقمان الحكيم في سورة لقمان التي نستطيع أن نستدلّ بها حجةً لهذه الرؤية.
لقد أثبت ويسنو في تحليله العلمي أنّ شخصية سقراط الإغريقي هو  أحد من الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا على الدين التوحيد ولا يشركون بالله أحدا، ومن بين هؤلاء الذين آمنوا بالله: تلميذه أفلاطون ثمّ تابعه أرسطو وبعد ذلك يأتي من بعدهم الإسكندر المقدونيس أو المعروف عند الإنجليزي باسم: Alexander The Great Macedonis الذي تتلمذ على أرسطو.
سلسلة التلاميذ
 
سقراط: 470 - 399 ق.م
أفلاطون: 427 - 346 ق.م 
أرسطو: 384- 322 ق.م
الإسكندر: 356-330 ق.م






ومن التشابهات المتشابهة بين سقراط ولقمان الحكيم أنّ سقراط قتل بجرعة السم لأنه من المؤمنين بالله وإيمانه القوي هو السبب؛ لماذا معظم الإغريقيين يكرهونه ويتمنوا قتله بالسم؟ لأنّهم زعموا أن سقراط يضلل الناس، والأخطر إذا أثَّر سقرط في الإغريقيين. ولقد تابعه هؤلاء من الشباب الإغريقي وكانوا يلازمونه في محاضراته وفي كل الحكمة التي جاءت بين شفتيه. وكذلك لقمان الحكيم المتميّز بأقواله المليئة بالحكمة، وهذا البحث يؤكد أنّ سقراط هو لقمان؛ لأن كثيرا من الشباب الإغريقي تابعوه في ذلك الزمن. كما وردت في الأية القرآنية من سورة لقمان  التي تأتي بصيغة " يا بني" وهذا دليل على لطف سقراط الحكيم في إبلاغ الوعظ والوصايا  لأبناء التابعين:
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13]
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [لقمان: 16، 17]
ومن الممكن أن يتصور بعض الناس فيزعمون أنه كان من الرجال الإغريقي البيض، ولكن ويسنو ناجح في مجال بحثه في اكتشاف الموصّفات عند سقراط، وتحصّل ويسنو خلاله أن كثيرا من الروايات المتععدة من الكتب القديمة الإغريقية تثبت أنّ سقرط ينحدر  من نسل الأفارقة السمر الذين كانوا يعيشون في الإغريق.  وكثير من كتب التفاسير عند الطبري والإمام الحكيم و السيوطي وابن حبان ومن أمثالهم شرحوا لنا أنّ لقمان الحكيم هو رجل أسمر، كما حكى الرسول صلى الله عليه وسلم وكل هذا يؤكد وجود التطابق والتشابه بين الشخصيتين. وهناك أحاديث نبوية شريفة تقول ـ كما هو مفهوم عندي ـ أنّ لقمان الحكيم من الخمسة الرجال السمر الذين فضّلهم الله في الجنّة نحو بلال والنجاشي وغيرهم.
ويقصد بكلمة لقمان من جوانب لغوية: لقِمَ يَلْقَمُ لَقْماً: أكل بسرعة وكذلك تَلَقَّمَ. واللُّقمة: الدفعة من اللقم والجمع لُقَم.وما دام سقراط قُتل بلقمة السم  فلقمان الحكيم أيضا تناسب أن يكون سقراط المراد.
إنّ ويسنو سسونغكو قد ألف كتبا كثيرة ومن بينها كتاب تحت عنوان: "يأجوج ومأجوج: مصيبة وراء الجبل" والكتاب الذي أطالعه وألازمه الآن  يعتبر من أوائل الكتب التاريخية الحديثة التي تتركّز  على التحليلات العلمية حول العلماء المؤمنين بالله الذين قد لُوِّثتْ أسماءهم عند الملحدين والمشركين والمستشرقين. ولعل هذا الكتاب  سيكون من المراجع الموثوقة الحديثة عند المسلمين، وأنا شخصيا أعتقد أنّ هناك كثيرا من مجموعة الأزكياء القدامى من قد آمنوا بالله وسلكوا طريقة التوحيد قبل مجيء الدعوة الإسلامية وانتشارها و قبل المسيح ولكن من أخطائنا الكبرى أننا لا نهتم باحتفاظ بأسمائهم وخلفياتهم، وكثير من كنوز المسلمين اختفت حتى ضاعت منها الأشياء الكثيرة الغالية و التاريخ قد حرّف وزيّف في أيدي المستشرقين الأنانيين المتعصبين الذين يخفون الحقائق فهم يجعلوا الكذب كأنه الصدق وكذلك العكس.
ومن قول أنيس منصور المعتبر: "إذا كنت تصدّق كل ما تقرأ ..أحسن لا تقرأ".ولكن أليست الحكمة ضالة المؤمن؟ والله أعلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق