مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

الإسلام وحرية المجتمع


نورالدين هارون إمبا/غاني 

           الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أمَّا بعدُ:
           من الضروري أن يكون المجتمع الإسلامي حرا، وأن يشعر الفرد بحريته، ليس داخل المجتمع فحسب بل لا بد أن يشعر أيضا أن مجتمعه الذي يعيش فيه حرا، فحرية الفرد من حرية المجتمع كلاهما متلازمان ، فالمجتمع الذي يعيش تحت وصاية دخيل أو تسلط أجنبي لا تكون إرادة أبنائه نابعة من أنفسهم ، إن المجتمع الإسلامي في طبيعته لا يقبل العيش تحت ضغط مستبد ، أو تحت قبضة سلطان جائر، فإن ذلك يشله ويخرجه عن رسالته وعن الصبغة التي أرادها الله له وميزه بها عن سائر المجتمعات ، فالمجتمع الإسلامي يحقق رغبات أبنائه وسعادتهم وأمنهم ، فكيف يعيش في خضوع وخنوع وتحت سيطرة وعبودية الآخرين وهو قائم لتحقيق الحرية في مشارق الأرض ومغاربها ، وتأسيس الكرامة الإنسانية ، ويسعى لتحقيق شروط الإيمان التي جاءت في قول الله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}النور 55.
  إن الطغات والمستبدين الغاشين ما هم إلا طعنة مسمومة لحرية المجتمع الإسلامي ، ولدوافع الجهاد ونبذ الخضوع والاستعباد وعزة الفرد المسلم بالله ورسوله لظل الاستعباد فوق رؤوسهم ، ولاستطاع أن يحقق أهدافه ومرامية حتى تنسلخ العقيدة من نفوس أفراد المجتمع وينسلخ المجتمع عن مبادئه.....               المراجع : المجتمع الإسلامي، ص:194 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق