مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

المسلمون بين نصّ القرآن ونصّ الواقع


ويدراوغو إبراهيم موسى


           عدد المسلمين في العصر الراهن يزيد على مليارٍ بدون شك ولا ارتيابٍ؛ فإذا كان ذلك كذلك ـ وهو كذلك ـ فإنَّ لهذا الرقم ـ إذاًـ وزناً ثقيلاً لا يستهان به على وجه المعمورة ـ أو هكذا يجب أن يكون ـ، والأسئلة التي تهاجمنا في المكان مهاجمة الشجعان ، هي: ما نوع هذا الرقم؟ هل اكتسب الوزنَ المنشود؟ أم إنه خالٍ من مكوّنات القوّة وموادها الأساسية جغرافياً وسياسياً وفكرياً واجتماعيا....؟ أو هو غنيّ بهذه المكونات الرئيسية ومدعوم بتلك المواد الأساسية؟ فعلى فرضية انصباب الجواب في بوتقة الـ((نعم)) فما تفسير الذي يقدمه مفكرو الإسلام وزعماؤه على الحالة التي يعيشها المسلمون اليوم من تذليل بكافة أنواعه تحقيراً ونهباً وتدميراً وسلباً وتهجيرات متتالية أو تهميشات متراكمة....نعم، إن سكتم فعندي جواب لأولي الألباب؛ فأقول لباحثي الصواب: لقد ابتعد المسلمون عن روح الإسلام فتلاطمت عليهم أمواج الذلّ يمنةً ويسرةً حتى غدت روح كافرِ واحد في العصر الراهن خير وأغلى من ألف روح تمدّ بصلة إلى جسد مسلم، فإذا ما قتل فرنسي واحد أو أمريكي أو صهيوني أو صيني ـ بشرط أن لا ينطق بالشهادتين ـ ضجّت الدنيا وقامت على ساقيها وغنّت القنوات الفضائية وصاحت الإذاعات المسموعة وصبّت براميل من المداد على الأوراق المقهورة واستمرّت الحالة يومياً بل ساعاتياً ولا يوقفها إلاّ سلبُ روح واحد من تلك الأرواح الحائزة على عزّ السكن في جسد من لا يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله؛ فإذا حدث أمر جلل كهذا سكتت الضجيج  لكن ليس عن أُذن المعمورة بل عن الروح الأولى إلى الجديدة، وهكذا تدور الدورة، وـ بين هذه وتلك ـ اللهُ وحده أعلم  بعدد نفوس المسلمين التي التحقت وتلتحق بربّها على يد الاستكبار العالمي الصهيوني والغرب المستعمر الكنسي، مباشرة أو عن طريق عملاء لهم شعرنا بهم أو لم نشعر، وربّي وحده محصٍ لكمية الدمار والإصابات و....نعم الله وحده أعلم؛ إذْ كيف لي ولك أن نعرف ذلك؟ والقضية ليست مهمة أو بالأحرى أهميته لا ترتقي إلى حدّ أحقية النشر في قناة من القنوات الكثيرة الهائلة حتى المسموعة منها بل ليس ثمة مداد لذكرها ولو في هامش صحيفةٍ من صحفهم الغزيرة ولن تُعقَد اجتماع في منظمة ما لدارستها بل لن يُتَعرض لها في هامش اجتماع سنوي أو شهري، فالقضية أقلّ أهمية من أن تتطرّق إليها إحدى هذه الوسائل؛ لأنها تتعلق بالمسلمين، ومجال المسلم في المسجد؛ فعلى خطبائهم أن يبكوا وإن شاءوا فليُبكوا الحاضرين أو ليلتحقوا بالسابقين لأننا ـ الغرب الكنسي ـ نؤمن بحريّة التعبير!! لكن بشرط عدم الإزعاج أي أن لا تتجاوز أصواتهم ـ خطباء المسلمين ـ حدودَ المسجد إلى أجوائنا لأننا بحاجة إلى شيء من الهدوء للتفكير في استراتيجيات مناسبة للعودة؛ فليست لسهامنا توقف إلا بعد إصابتها للهدف المنشود، ألا وهو الإزالة من على صفحة الوجود أو الانضمام إلى معسكرنا بلا قيود((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم))
    وكأني بسائل من القوم يسألهم: فكيف تتجرؤون عليهم أي على المسلمين بهذا القدر من الجهر بالعدوانية والحرب بالعلانية وهم على ما هم فيه من موقع جغرافي متميّز بصنوف مواد كنوز، وهم كذلك أصحاب عقيدة موحدة وأرباب تراث فكري غني بكل ما للكلمة من معنى ، أم كيف تتجرؤون وهم أمة ذات تاريخ تستمد منه ـ إذا دعت الحاجة ـ نماذجَ تبني عليها سدّاً منيعا على وجه كلّ معتد أثيم!!؟ قولوا لي أنّى لكم هذه الجرأة؟
    وكأنّي بهم يجيبون على سؤال أخيهم، وهم له مهدئون ومن جهله يضحكون: لقد حفظت أشياءً وهي فروع وغاب عنك شيئ وهو أصل، يا أخي لقد غابت شمس الاعتزاز بروح الإسلام عن أرض قلوب المسلمين فضاعوا في ظلمات الانبهار بقوة الغرب المادية وذابت ثقافتهم الدينية وتراثهم الفكرية في بحار مؤسساتنا الفكرية والسياسية والثقافية المرسومة للهدف ذاته...فهناك يكمن سرّ جرأتنا الجبارة.
    وأنا ـ الكاتب ـ أقرّ بصدق هذا الجواب الصادر من الكفار لسائلهم ...لقد أصابوا العلة بعينها وأبرزوا موضع الداء فصار تُحيطُه أشعةُ أبصارنا بوضوحٍ ، فإني بذا الجواب من المقتنعين.
   نعم،..لمَّا تصفَّحْتُ كتابَ الواقع هكذا وجدت المسلمين في نصه الجامع ذي الدليل القاطع...وهو ـ كما ترى ـ مغاير تمام المغايرة لما هو منصوص في كتاب ربنا المعطي المانع ذي الكرم الواسع....فنسأل الله أن يجعل حالنا في الواقع مطابقا لما  في نص الفرقان الساطع..إلا أن ربي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=

هناك تعليق واحد:

  1. احسنت بارك الله فيك لمحاولتك ايقاظ المسلمين

    ردحذف