ويدراوغو إبراهيم موسى ــ بوركيني
وصلى الله على محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار
فالجدل هو المركب من مقدمات مشهورة ومسلمة عند كل الناس أو عند الخصم على الأقل،وقد تكون تلك المقدمات صادقة أو كاذبة؛لذا فالجدل أهم من البرهان لعدم اختصاصه باليقينيات هذا من جهة المادية،وأما من جهة الصورة فالجدل أهم من البرهان لأن المعتبر فيه الإنتاج بحسن التسليم،سواء أكان قياسيا أم استقراءً أم تمثيلاً.
أما السفسطة فهي: ما ركبت من مقدمات وهمية وشبيهة بالحق أو شبيهة بالمشهورة.
وتسمى السفسطة بالمغالطة،وهي قياس فاسد صورة ومادة،وهي أيضاً لا تفيد يقيناً وطنياً،إنما تفيد مجرد الحيرة والشك والشبهة الكاذبة.
ويرى ابن حزم أن كل ما كان منطلقه من مقدمات فاسدة يعتبر سفسطة، كما ذكر طرقاً لأهل السفسطة المتلاعبين بالألفاظ المزيفين للحقائق.
ومن هذه الطرق:
1ـ إيجاب ما لا يجب من القول.
2 ـ إسقاط قسم من أقسام الكلام أو تعمد زيادته.
3ـ التعليق بلفظ واحد يعطي أكثر من معنى.
4ـ تصحيح وإبطال شيئ بتصحيح أو إبطال شيئ آخر بلا برهان أو دليل على ذلك.
بهذه الفرق أو الوسائل تحول الجدل عند السوفسطائيين إلى جدال يعارضون النظريات بعضها ببعض بدون حرص على الوصول إلى الحقيقة،ويسعون إلى إفحام الخصم بإظهار تناقضاته.
أما الجدل فهو يطلق على تلك الحركة العليا للعقل التي فيها تتحول كل المظاهر مطلقة الانفصال إلى بعضها والتي فيها يتم تجاوز المسلمات.
أغراض وأهداف كلّ منهما:
الهدف أو الغرض من الجدل : هو إلزام الخصم،إقناع من يقصر عن إدراك المقدمات البرهانية،وإظهار الحقيقة.
أما الهدف والغرض من السفسطة فهو إسكات الخصم وتغليطه,وأقوى منافعها الاحتراز عنها, كما قال الشاعر:
عرفت الشرَّ لاَ للشَّرَّ ولكن لتوقــيه ومن لا يعرف الخير من الشرِّ يقع فيه
وجملة القول أنّ السفسطة هي الحكمة الموهمة,أو الفلسفة المزيَّفة، والجدل هو غير ذلك. فاجتنب منهجية السوفسطائية لئلّا تكون سوفسطائيا، وخذْ بمنهجية الجدل الصحيح لتكون من رجال مدرسة{...وجادلهم بالتي هي أحسن}...
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق