مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

رحلةٌ ميمونةٌ..

           لقد جئتُ إلى كلّيّة الدّعوة الإسلاميّة لطلب العلم والمعرفة، وقد قطعتُ في ذلك مسافة من الزّمن بيد أنّي لم أصل بعدُ إلى بُغيتي الغالية. علما أنّ الإنسان مهما قضى من العمر والوقت في طلب العلم فلن يبلغ نهايتَه، بل إنّ ما أخذه ليس إلاّ كقطرة من ماء البحر. كنتُ أفكّر دائما في هدفي البعيد العميق وأقضي أوقاتي للوصول إليه؛ فأتنقّل بين بُقع الكلّيّة وزواياها: بين السّكن والمسجد والمطعم والقاعة الدّراسيّة...، فلمّا شعرتْ نفسي بالتّعب - وليس بالملل - اشتاقتْ إلى الاستجمام والرّاحة.
فبعد نجاحي في (السّنة الثانية) اشتدّ شوقُ النّفس إلى الوطن؛ ولَمْ يَعُدْ لديّ رغبة ولا ذوقٌ في أيّ شيء: لا في طعام ولا في شراب. فالنّعيم الوحيد الذي يعيشه الإنسان ولا يفكّر في غيره ولا يتمنّى أن يبدَل به غيره هو نعيم الجنّة؛ فمنذ تلك اللّحظة لم يَبْقَ لي حُلمٌ في نومي ولا رؤيةٌ في يقظتي إلاّ أنْ أقبّل حبيبتي الغالية الّتي لها مكانة عالية خاصّة في قلبي، وهي (ماليزيا).
وبعد انتظار طويل يكاد يُثمرُ خيبةَ الأمل، قدّرَ القديرُ بأنْ أسافر إلى نور عيني وقُرّتها؛ فشعرتُ بأروع الشعور وأجمله وأحلاه في ذلك اليوم 25/08/2013م ولمّا ركبتُ الطائرة تسير على الهواء بلا عمد كبّرْتُ الله سبحانه وعلمتُ أنّه الأجلّ وأنّه وحده المعبود والّذي يستحقّ الحمد والشّكر والتّسبيح ؛ فـ{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} الزَخرف (13-14).
كانت الطائرة تسير على الجوّ المبارك وكأنّها تسير على الأرض، وبعد ساعات معدودة كنتُ أحسبها أيّاماً لشدّة شوقي إلى وطني الجليل، وقعتْ عينايَ على أرض فارقتُها منذ سنتين؛ فحمدتُ الله وشكرتُه، وتذكّرْتُ قول الشّاعر:
بـنْـتُـمْ وبـنّـا فــما ابْـتَـلّـتْ جـوانحُـنا شـــــوقا إليـكمْ ولا جَـفّتْ مـآقـيـنا
 فوجدتُ الأزهارَ الجميلة تَرْقُصُ على جوّ تلك الأرض الفسيح باستمرار، ولمّا حاولتُ أن ألمس تلك الأزهارَ انغمسْتُ وانغرقتُ فيها فصرتُ مثلها تهبّ عليّ الرّيحُ كما تشاءُ وأستقبلها كما أشاءُ؛ فيا لك من بحبوحة وحرّية تطير في الآفاق!.
أتمنّى لكلّ المسافرين الكرام مثلَ الذي حَظيتُ به. إنّ الرّحلة الّذي يُنتج للمسافر هذه النّعم والبحبوحة والحرّيّة لرحلة ميمونة سعيدة.
إعداد الطّالبة/ نور الفتحيّة عزّتي عفيفة
الجنسيّة : ماليزيّة - السّنة : ثانية كلّيّة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق