مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

التربية المتكاملة ودورها الفعال في بناء صرح حضارة الإنسانيّة....

كونى آدم. ساحل العاج 
 إنّ الحديث عن التربية لحديث عن موضوع ذي أهمية بمكان،لكونها وسيلة بقاء المجتمعات، واستمرارها، وتقدمها وتطورها. وقد واكب تطور مفهوم التربية عبر العصور المتلاحقة، والمجتمعات المتباينة- جدلا كبيرا، واختلافات كثيرة، في تحديد مفهومها، وطبيعتها، ونطاق عملياتها، وأهدافها. مثلها مثل مفاهيم (الحرية والسعادة والفلسفة) بل ربما كان مفهوم التربية أكثر جدلا من غيرها.باعتبار أن التربية أكثر ارتباطا بحياة الناس، على اختلاف ظروفهم وأفكارهم، وكونها أداة المجتمع وأسلوب نمط حياته.
منذ أن بدأ الناس يعيشون جماعات، صار لكل جماعة منهم طريقة في الحفاظ على تراثها ونقله إلى الأجيال اللاحقة. ومن هنا جاءت عملية  التكيف مع المجتمع والجماعات المحيطة مختلفة باختلاف الجماعات والشعوب. هكذا جاءت مفهوم العملية التربوية مختلفة لاتساع دائرة مفهومها وشمولها وتشعب مباحثها. كما ساير تغير معاني التربية وأهدافها تطور المجتمع البشري، بانتقال الإنسان من مرحلة الزراعة (حيث كان الإنسان البدائي يعتمد على الزراعة والصيد لمعيشته) إلى مرحلة الثورة الصناعية (حيث بدأ الإنسان يفكر في وسائل تسخير الطبيعة حسب رغائبه) إلى مرحلة الثورة المعرفية، وثورة الآمال والطموحات البشرية . 
وإنه لمجردة أن أشير إلى  أن التربية من الخصوصيات التي خص الله تعالى بها الإنسان، دون سائر المخلوقات..وإن ما يمكن أن نلاحظه من ذكاء بعض الحيوانات وإتقانها بعض المهارات، فهو من   قبيل التدريب والتعليم، وليس تربية؛ لأن التربية تقتضي نقل هذه الخبرات والتجارب والمهارات إلى الأجيال اللاحقة مما لا يوجد في عالم الحيوان. قال تعالى﴿ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ {سورة المائدة الآية(4).عبر سبحانه بالتعليم والتدريب على هذه الخبرات لا بالتربية عليها. وفي حكاية موسى عليه السلام مع فرعون، جاء قوله تعالى} أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ{ سورة الشعراء (18)حيث وردت كلمة التربية لأن مدار التربية على الأفراد الإنسانيين...
 وختاما أقول:(( إن التربية الصحيحة هي قوام المجتمعات وسر رقيها،وتقدمها،وتطورها. وبقدر ما يكون عندها من التربية تكون درجة رقيها وحضارتها.
وصدق الشاعر:                                                                                                
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت  ***     فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق