مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

دور المرأة في تكوين الأسرة المسلمة من خلال سورة التحريم


إعداد: إنا أعطينا/أولى كلية
 1. المفهوم الإسلامي لتكوين الأسرة

الدعوة إلى الزواج، وللزواج أهميه في حياة الفرد والمجتمع والدولة، منها يكمن على النقاط التالية:
à الزواج هي الوسيلة الوحيدة لتلبية الغرائز الجنسيّة، التي فطر الله الناس عليها، وجعلها جزءاً من خلقه وتكوينه.
à الزواج هو الوسيلة الوحيدة لتلبية هذه الفطرة، من الناحية الدينية، والعقلية، والإجتماعية، والاقتصادية.
à ولكن ليس الغرض من الزواج هي إشباع الغريزية فحسب، أو قضاء الحاجة الآنية، وإنما الهدف هي الأنس والعشرة وتوثيق الصلات، وتلبية عواطف الأبوة والأمومة عندهما، ونمو مشاعر العطف والحنان بينهما، وإقامة الودّ والرحمة بين أفراد الأسرة، لتمتد العلاقة بين الزوجين إلى الصلة القلبية، والتعلّق الروحي، والاشتراك في المآل والآلام، والتعاون على شؤون الحياة، والمساهمة في تكوين الأسرة والمجتمع.
à إن الزواج هو الوسيلة الوحيدة لتكوين الأسرة التي هي عماد المجتمع، يتوقف عليها صلاحه، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، ومن ثم صلحت الدولة.
à الزواج هو إحدى الركائز الأساسية في النظام الاجتماعي والتربوي والتشريعي والاقتصادي والإنساني والتاريخي في نظر الإسلام.
à الأسرة هي الخليّة الأولى في المجتمع، وهي نواته وعماده؛ لأن الإنسان ولد فيها، ونشأ ويترعرع في جنباتها، ويقطع بطباعها، وتنغرس فيه بذور الخير أو الشر، والفضيلة أو الرذيلة، والاستقامة أو الانحراف، وقد قال علماء التربية وعلم النفس: إن السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان هي التي تحدد شخصيته للمستقبل كاملاً، وفي هذه المرحلة يستظل في كنف الوالدين أو الأسرة.
à الأسرة هي المؤسسة الأولى للتربية، فأناط الإسلام المسؤولية والرعاية كاملة على الوالدين، لقوله عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة...).
à يقوم نظام الأسرة على توزيع الاختصاصات بين الرجل والمرأة بما يتفق مع الفطرة والطبائع والإمكانيات، ليتولى الأب رئاسة الأسرة، والإشراف العام والخارجي، والمسؤول المالي، وتتولى الأم رئاسة البيت، ومسؤولية التربية، والحفاظ على مال الأسرة، ونفقاتها، وتوزيعها، وصيانة عرض البيت، وشرفه، ومقدساته.
2. أهداف وأهم النتائج من تكوين الأسرة المسلمة المحصنة:
à إن الالتزام بأحكام الأسرة المسلمة، والاستظلال في حصونها المحكمة، يحقق السعادة في الدنيا، والاستقرار النفسي، والطمأنينة الزوجية، والراحة والمتعة، والمودة والسكن، ويوفر السعادة أيام الشيخوخة لتخفيف أعباء الشيخوخة وأمراضها عليهم، يمنح الراحة النفسية للولد مع والديه، مع اجتماع الأقارب والأهل.
à إن الأسرة المسلمة باب من أبواب الجنة للفوز برضوان الله تعالى، فالجنة تحت أقدام الأمهات، وبر الوالدين في قمة القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مع الثواب في تربية الأولاد، والثواب في حسن المعاشرة الزوجية (وفي بضع أحدكم صدقة... الحديث)، وثواب صلة الرحم بين أفراد الأسرة (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله، فليصل رحمه... الحديث) وهذا يتحقق في الدنيا والآخرة.
à الحماية من الأمراض النفسية، مثل القلق، والاضطراب، والشذوذ من الزوجين أو الأولاد، أو كبار السن، وهو ما يظهر للعيان أيضا عند تشتت الأسرة، أو عند عقوق الوالدين، أو قطع الأرحام، أو سوء العشرة بين الزوجين، أو تشرد الأولاد، واتجاههم للجريمة والعنف والعدوان.
à المناعة من الأمراض الجسدية التي تنتج عن الانحراف والزنا والإباحة، كالزهري والإيدز والسيلان، وغيرها من الأمراض الفتاكة التي تهدد الملايين من الناس اليوم.
à إن حصانة الأسرة، قوة للمجتمع والدولة والأمة، لأن المجتمع مجموعة أسر، وكلما كانت الأسرة قوية محصنة قويمة ناجحة مستقرة سعيدة، كان المجتمع كذالك.
 3. النقاط المهمة المقتبسة من خلال السورة:
à مشروعية تعدد الزوجات، ولتعدد الزوجات أحكامها وضوابطها وآدابها منها:
à وجوب العدل والمساواة.
à ثبوت الحقوق الكاملة لكل منهن.
à الاعتراف الكامل بأولادهن.
à ومساواة الأولاد في العطايا والإنفاق، والتربية والتعليم.
à وخصوصية الرسول عليه الصلاة والسلام في زيادة العدد إلى تسع من الزوجات، لحكم باهرة منها: تتعلق بالدعوة ونشر الإسلام، وجمع شتات العرب، وتأليف القبائل، ولم يعدّد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا في المدينة، وقد تجاوز (53) من عمره، ولم يتزوج في شبابه إلا بزوجته الأولى خديجة الكبرى مكتفيا بها.
à ينبغي على الزوج الذي في عصمته أكثر من زوجة، أن يتحلى بقانون العدالة والمساواة بين الزوجات في الإنفاق، والمبيت، والمعاملة التي تدخل فيها المحادثات والمباسطات وأساليبها، وفي الحقوق والواجبات، الحكمة من ذلك: دفع الغيرة والشقاق، والتباغض بين الزوجات، والعداوة فيما بينهن، فتنجم من ذلك ضياع الأسرة وتشتتها، وتشرد الأولاد.
à وكان الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في حسن معاملة زوجاته، وإكرامهن، والإحسان إليهن، والعدل بينهن. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا وصححه، وابن ماجه عن ابن عباس مرفوعا، والطبراني عن معاوية (الفتح الكبير 2\102).
à من أسس السعادة الزوجية هي منها حفظ الغيب، وعدم إفشاء الأسرار الزوجية، وخطورة الخيانة؛ لأن في التساهل بها أمر عظيم وخطير جدّاً، يهدد بأفظع النتائج الدينية والدنيوية ويقضي على الأسرة.
à لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن من أشر الناس يوم القيامة، الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه، ثم ينشر سرّها (صحيح مسلم: النكاح ، باب تحريم إفشاء سر المرأة، رقم (1437).
à حسن العشرة بالزوجات لأنهن خلقن من ضلع، فاستوصوا بالنساء خيراً.
à حل الخلافات الزوجية، وهذا أمر طبيعي وواقعي، فأرشد الشرع الحنيف إلى تلافيه بالحسنى بمنهج قويم وأسلوب حكيم، فيبدأ بالصبر، ومقابلة السيئة بالحسنة، والصفح والعفو، وغض النظر، وعدم تتبع الأخطاء، وعدم التسرع إلى الطلاق لأنها أبغض الحلال إلى الله، قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]
à الأسرة ومسؤولية التربوية، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]
à التواصي بين الزوجين، ليتم بينهم المودة والسكن؛ ليؤسسا البيت على التقوى والعمل الصالح، والتزود بالأمور الأخروي حتى تتحقق السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، عالما بأن الجمال والحسب والنسب لا ينفع ذلك يوم القيامة.
المراجع: 
المرأة المسلمة المعاصرة، أ.د. محمد الزحيلي، دار الفكر دمشق.
ماذا عن المرأة؟، أ.د. نور الدين عتر، دار اليمامة دمشق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق