مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

حكم من الشعر

    





مهارة التواصل مع الآخرين

إعداد:عبد الكافي عمر الياس

à إعط انتباها وتركيزا كاملا لكل من يتحدث إليك.
à شجع الآخرين على الحوار والتحدث واطرح عليهم أسئلة مناسبة.
à عبر عن أفكارك واعرض وجهة نظرك حتى يشاركك فيها الآخرين.
à عامل الناس كما تحب أن تعامل.
à احترم قيمة العمل الجماعي وحاول أن تبث روح التعاون والالتزام بين أعضاء الفريق.
àà أظهر احترامك لأفكار ومشاعر الآخرين حتى وإن لم تتفق معهم.
à تقبل الاختلافات والصراعات كجزء طبيعي من أي بيئة عمل، وتعلم كيف تتعامل معها بايجابية.
à تفهّم الآخرين وحاول أن تكون متعاطفا معهم.
à تقبل النقد بصدر رحب واحترم كافة الحقائق مهما كانت قاسية.
à احرص دائما على كسب احترام وثقة الآخرين.
à تأكد أنك فهمت ما يريد الآخرين توصيله لك.
à كن هادئا وواثقا من نفسك أثناء التحدث أمام الآخرين.
à تجنب إصدار الأحكام المطلقة على الآخرين، فلا تقول مثلا(انه دائما ما يتصرف بهذه الطريقة).
à احترم كافة التزاماتك وواجباتك.
à تعامل مع الآخرين بإيجابية مهما كانت المشكلات بينكم.




التربية المتكاملة ودورها الفعال في بناء صرح حضارة الإنسانيّة....

كونى آدم. ساحل العاج 
 إنّ الحديث عن التربية لحديث عن موضوع ذي أهمية بمكان،لكونها وسيلة بقاء المجتمعات، واستمرارها، وتقدمها وتطورها. وقد واكب تطور مفهوم التربية عبر العصور المتلاحقة، والمجتمعات المتباينة- جدلا كبيرا، واختلافات كثيرة، في تحديد مفهومها، وطبيعتها، ونطاق عملياتها، وأهدافها. مثلها مثل مفاهيم (الحرية والسعادة والفلسفة) بل ربما كان مفهوم التربية أكثر جدلا من غيرها.باعتبار أن التربية أكثر ارتباطا بحياة الناس، على اختلاف ظروفهم وأفكارهم، وكونها أداة المجتمع وأسلوب نمط حياته.
منذ أن بدأ الناس يعيشون جماعات، صار لكل جماعة منهم طريقة في الحفاظ على تراثها ونقله إلى الأجيال اللاحقة. ومن هنا جاءت عملية  التكيف مع المجتمع والجماعات المحيطة مختلفة باختلاف الجماعات والشعوب. هكذا جاءت مفهوم العملية التربوية مختلفة لاتساع دائرة مفهومها وشمولها وتشعب مباحثها. كما ساير تغير معاني التربية وأهدافها تطور المجتمع البشري، بانتقال الإنسان من مرحلة الزراعة (حيث كان الإنسان البدائي يعتمد على الزراعة والصيد لمعيشته) إلى مرحلة الثورة الصناعية (حيث بدأ الإنسان يفكر في وسائل تسخير الطبيعة حسب رغائبه) إلى مرحلة الثورة المعرفية، وثورة الآمال والطموحات البشرية . 
وإنه لمجردة أن أشير إلى  أن التربية من الخصوصيات التي خص الله تعالى بها الإنسان، دون سائر المخلوقات..وإن ما يمكن أن نلاحظه من ذكاء بعض الحيوانات وإتقانها بعض المهارات، فهو من   قبيل التدريب والتعليم، وليس تربية؛ لأن التربية تقتضي نقل هذه الخبرات والتجارب والمهارات إلى الأجيال اللاحقة مما لا يوجد في عالم الحيوان. قال تعالى﴿ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ {سورة المائدة الآية(4).عبر سبحانه بالتعليم والتدريب على هذه الخبرات لا بالتربية عليها. وفي حكاية موسى عليه السلام مع فرعون، جاء قوله تعالى} أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ{ سورة الشعراء (18)حيث وردت كلمة التربية لأن مدار التربية على الأفراد الإنسانيين...
 وختاما أقول:(( إن التربية الصحيحة هي قوام المجتمعات وسر رقيها،وتقدمها،وتطورها. وبقدر ما يكون عندها من التربية تكون درجة رقيها وحضارتها.
وصدق الشاعر:                                                                                                
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت  ***     فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا



 محمد سعد، جيبوتي
          
           لماذا الخوف من التغيير؟؟ التغيير سنة كونية ، والسكون علامة الموت ، ومن قديم بحث فقهاءنا عن علامة تحقق الموت فقالوا: عدم الحركة والسكون، واليوم نواجه بعض أشباه المثقفين حين رأوا بوادر التغيير وقد لاحت في الأفق أسئلة الهروب من ساعة الحقيقة وقد دقت. ، ألسنا شعبا جاهلا ؟ لماذا التغيير ؟ أين الشعب المثقف ؟؟ كل ذلك يطرح، وجميل أن يطرح ولكن متى كان التعليم وحده يصنع التغيير؟ في الإسلام تم أعظم تغيير في مجتمع عربي عرف القيم وأسس الحياة من قبل الرسول صلي الله عليه وسلم، ومع ذلك فكان المجتمع أميا إلى أبعد الحدود، والثورة الفرنسية هل تحققت في مجتمع متعلم؟ أم كان التعليم حينئذ محصورا في النخبة ؟ إن التغيير آت وبدون ريب ، لأنه سنة كونية، ولكن السؤال ما دوري في صناعة التغيير ؟؟ لا يمكن أن تواجه التغيير بطرح أسئلة تجاوزها الزمان ، أسئلة من يريد حبس أنفاس الزمان في عتبة القصور، ولا يمكن للتاريخ أن يتوقف عن العطاء ، فهو نهر جار، قد يكون التغيير يأخذ نحو الأسوأ.
التغيير طبيعة الكون ، وسنة الحياة ، وفهم ذلك لا يحتاج إلي شهادة جامعية، ولكن فقط تحتاج إلي فهم عميق للحياة، الطفل لا يبقي طفلا إلي الأبد، فهو عما قريب سيتحرر من قيد الطفولة، ولكن المصيبة هي أن يحسب الوالد أنه ما زال طفلا فيواجه الكوارث القاتلة في حياته كوالد...
إن الحياة مراحل، ولكل مرحلة فقه ولغة، ولها رجال وثمن، فهناك من يفهم، وهناك من يعيش في الهامش ويبقي دوره في الطرح والتعليق فقط دون أن يسأل نفسه، ما دوري في المتغير؟؟ من خصائص الماء
في الأنهار الجري وإلا لكان من نصيبها العفن. ولولا الحركة الكونية في السماء لمل  كل الناس من وجود الشمس السرمدي عليهم . التغيير يحرك الماء الراكد ، والحياة الراتبة، وهو أفضل من السكون القاتل كعلامة من علامات الموت.

كيفية وضع الدستور وإنهائه

طرق إصدار الدساتير
           يتقرر الأسلوب الذي يتم وضع الدستور به عادة وفق ظروف المجتمع السياسية وتفاعلها مع التأثيرات الخارجية ومدى تطور الوعي السياسي والمطالبة الشعبية بالحقوق الدستورية. و الطرق المذكورة هي ما تعارف عليه في الفقه الدستوري من خلال تجارب الدول وفقًا لما حدث تاريخياً، وهى ليست على سبيل الحصر .
1. صدور الدساتير بطريقة المنحة (دستور المنحة): في هذه الطريقة يصدر الدستور بالإرادة المنفردة للحاكم، بمعنى أن يستقل رئيس الدولة بوضع الدستور دون أن يشاركه الشعب هذا الأمر وبالتالي يظهر الدستور على شكل منحة أو هبة للشعب من الحاكم، وهو أسلوب غير ديمقراطي بإجماع آراء فقهاء القانون الدستوري.. هذه الطريقة لا تقيد الاعتراف بسلطة الشعوب وحقهم في السيادة ، وقد صدر الدستور المصري عام 1923 بهذه الطريقة .
2. طريقة العقد (دستور العقد): في هذا الأسلوب يشترك الحاكم بوضع الدستور ومعه الشعب، ولذلك سمي بأسلوب العقد لأن الدستور يصدر بناء على اتفاق بين إرادة الحاكم وإرادة المحكوم. وعدم استقلال الشعب بوضع الدستور ينفى عنه الوصف الديمقراطي بأن "السيادة للشعب وحده وهو مصدر كل السلطات. ، مثل الدستور العراقي عام 5192 وأيضاً في البحرين من خلال دستور 1973.
3. طريقة الجمعية التأسيسية (دستور الجمعية التأسيسية): الأصل أن الأسلوب الديمقراطي في إعداد الدساتير هو قيام الشعب مباشرة بوضعها، إلا أن الاعتبارات العملية والواقعية أدت إلى استحالة ذلك خاصة وأن أحكام الدستور تعتبر من المسائل الفنية الدقيقة التي تستعصي على أفراد الشعب، لما تحتاجه من دراسة ومناقشة عميقة، فضلًا عن استحالة اللجوء إلى الشعب كله في ظروف الدولة العصرية التي تتميز بكثرة مواطنيها، لذا فقد أبدع الفكر البشري فكرة اختيار الشعب ممثلين له لتولي مهمة إعداد الدستور باسم الشعب ونيابة عنه وتسمى عادة بالجمعية التأسيسية أو المجلس التأسيسي، إذا كان كله منتخبًا.
4. طريقة الاستفتاء الدستوري (دستور الاستفتاء الدستوري): و هو استفتاء على نص الدستور المراد إصداره، حيث يتم اختيار جماعة معينة من الأشخاص لوضع الدستور وقد يكون هذا الاختيار من قبل الشعب أو من قبل القوى السياسية الفاعلة أو الجهة الحاكمة ولا يتخذ الدستور الصفة الرسمية إلا بعد عرضه على الشعب في استفتاء عام . وهو ما يعبر عن التطبيق الفعلي للديموقراطية وذلك بالاعتراف بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطة.
· آلية إقرار الدساتير وإصدارها: باستثناء دستور المنحة (الذي يصدره الحاكم بمطلق إرادته دون الرجوع للشعب) فإن من أركان مشروعية صدور الدستور وكذلك تعديل أي حكم من أحكامه، إقرار نصوص الدستور أو إقرار نص التعديل من قبل نواب الشعب( أو الشعب ذاته في حالة الاستفتاء الدستوري) كخطوة لازمة وواجبة ليتسنى لرأس الدولة التصديق على الدستور وإصداره وإصدار التعديل ونفاذهما، فإذا لم تراع خطوة الإقرار، فإن ركنًا من الأركان الضرورية اللازمة لمشروعية التصديق والإصدار يكون ناقصًا ويصبح مثل هذا الدستور أو التعديل فاقدًا للمشروعية الديمقراطية في طريقة وضعه وللمشروعية الدستورية وفقًا لأحكام الدستور النافذ.
إنهاء أو إسقاط العمل بالدستور
تنتهي حياة الدستور نظراً لعدم مسايرته للظروف والتطورات التي تلحق بالمجتمع، وهذه النهاية يمكن أن تكون عادية أو غير عادية.
· الأسلوب العادي: يقصد بالأسلوب العادي في إنهاء الدستور أنه لا يتضمن معنى القوة أو العنف، وأغلب الدساتير تتضمن الكيفية التي يمكن أن تعدل بها بعض النصوص (تعديلاً جزئياً فقط)، ولذا فإن إنهاء الدستور يكون متروكاً للشعب باعتباره صاحب السيادة ومصدر السلطة، إذ يبقى دائماً وأبداً للشعب بصفته صاحب السلطة التأسيسية الأصلية الحق في أن يُلغى الدستور في أي وقت يشاء وأن يضع دستوراً جديداً يتفق مع طموحات الشعب ويتلاءم مع متطلباته.
· الأسلوب غير العادي:” أسلوب الثورة أو الانقلاب”: هو أسلوب فجائي يتضمن معنى القوة أو العنف في إسقاط الدستور، وهذا الأسلوب هو في الحقيقة الأكثر انتشارا لإسقاط الدساتير، ويتجسد هذا الأسلوب في طريقتين الثورة أو الانقلاب، ولا أثر لأي منهما على القوانين العادية فتظل سارية الأثر إلى أن تلغى أو تعدل.

إعداد: إظــــهار عــرفان، أفغاني


رحلةٌ ميمونةٌ..

           لقد جئتُ إلى كلّيّة الدّعوة الإسلاميّة لطلب العلم والمعرفة، وقد قطعتُ في ذلك مسافة من الزّمن بيد أنّي لم أصل بعدُ إلى بُغيتي الغالية. علما أنّ الإنسان مهما قضى من العمر والوقت في طلب العلم فلن يبلغ نهايتَه، بل إنّ ما أخذه ليس إلاّ كقطرة من ماء البحر. كنتُ أفكّر دائما في هدفي البعيد العميق وأقضي أوقاتي للوصول إليه؛ فأتنقّل بين بُقع الكلّيّة وزواياها: بين السّكن والمسجد والمطعم والقاعة الدّراسيّة...، فلمّا شعرتْ نفسي بالتّعب - وليس بالملل - اشتاقتْ إلى الاستجمام والرّاحة.
فبعد نجاحي في (السّنة الثانية) اشتدّ شوقُ النّفس إلى الوطن؛ ولَمْ يَعُدْ لديّ رغبة ولا ذوقٌ في أيّ شيء: لا في طعام ولا في شراب. فالنّعيم الوحيد الذي يعيشه الإنسان ولا يفكّر في غيره ولا يتمنّى أن يبدَل به غيره هو نعيم الجنّة؛ فمنذ تلك اللّحظة لم يَبْقَ لي حُلمٌ في نومي ولا رؤيةٌ في يقظتي إلاّ أنْ أقبّل حبيبتي الغالية الّتي لها مكانة عالية خاصّة في قلبي، وهي (ماليزيا).
وبعد انتظار طويل يكاد يُثمرُ خيبةَ الأمل، قدّرَ القديرُ بأنْ أسافر إلى نور عيني وقُرّتها؛ فشعرتُ بأروع الشعور وأجمله وأحلاه في ذلك اليوم 25/08/2013م ولمّا ركبتُ الطائرة تسير على الهواء بلا عمد كبّرْتُ الله سبحانه وعلمتُ أنّه الأجلّ وأنّه وحده المعبود والّذي يستحقّ الحمد والشّكر والتّسبيح ؛ فـ{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} الزَخرف (13-14).
كانت الطائرة تسير على الجوّ المبارك وكأنّها تسير على الأرض، وبعد ساعات معدودة كنتُ أحسبها أيّاماً لشدّة شوقي إلى وطني الجليل، وقعتْ عينايَ على أرض فارقتُها منذ سنتين؛ فحمدتُ الله وشكرتُه، وتذكّرْتُ قول الشّاعر:
بـنْـتُـمْ وبـنّـا فــما ابْـتَـلّـتْ جـوانحُـنا شـــــوقا إليـكمْ ولا جَـفّتْ مـآقـيـنا
 فوجدتُ الأزهارَ الجميلة تَرْقُصُ على جوّ تلك الأرض الفسيح باستمرار، ولمّا حاولتُ أن ألمس تلك الأزهارَ انغمسْتُ وانغرقتُ فيها فصرتُ مثلها تهبّ عليّ الرّيحُ كما تشاءُ وأستقبلها كما أشاءُ؛ فيا لك من بحبوحة وحرّية تطير في الآفاق!.
أتمنّى لكلّ المسافرين الكرام مثلَ الذي حَظيتُ به. إنّ الرّحلة الّذي يُنتج للمسافر هذه النّعم والبحبوحة والحرّيّة لرحلة ميمونة سعيدة.
إعداد الطّالبة/ نور الفتحيّة عزّتي عفيفة
الجنسيّة : ماليزيّة - السّنة : ثانية كلّيّة


الفرق بين الجدل والسفسطة

ويدراوغو إبراهيم موسى ــ بوركيني
 وصلى الله على محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار
     لقد لاقى الجدل هجوما عنيفاً من جانب كثير من النّاس،  وعمّ هذا الهجوم على كلّ من يجادل سواء بعلم أو بغير علم،وكاد كل مجادل أن يسمي سوفسطائيا،وهذا يعد تشويشاً على المنتج الجدلي المحمود{وجادلهم بالتي هي أحسن}؛لذلك رأيت من المحستحسن أن ألقي ضوءً يوضح لنا الفرق بين الجدل والسفسطة.
   فالجدل هو المركب من مقدمات مشهورة ومسلمة عند كل الناس أو عند الخصم على الأقل،وقد تكون تلك المقدمات صادقة أو كاذبة؛لذا فالجدل أهم من البرهان لعدم اختصاصه باليقينيات هذا من جهة المادية،وأما من جهة الصورة فالجدل أهم من البرهان لأن المعتبر فيه الإنتاج بحسن التسليم،سواء أكان قياسيا أم استقراءً أم تمثيلاً.
    أما السفسطة فهي: ما ركبت من مقدمات وهمية وشبيهة بالحق أو شبيهة بالمشهورة.
   وتسمى السفسطة بالمغالطة،وهي قياس فاسد صورة ومادة،وهي أيضاً لا تفيد يقيناً وطنياً،إنما تفيد مجرد الحيرة والشك والشبهة الكاذبة.
    ويرى ابن حزم أن كل ما كان منطلقه من مقدمات فاسدة يعتبر سفسطة، كما ذكر طرقاً لأهل السفسطة المتلاعبين بالألفاظ المزيفين للحقائق.
ومن هذه الطرق:
1ـ إيجاب ما لا يجب من القول.
2 ـ إسقاط قسم من أقسام الكلام أو تعمد زيادته.
3ـ التعليق بلفظ واحد يعطي أكثر من معنى.
4ـ تصحيح وإبطال شيئ بتصحيح أو إبطال شيئ آخر بلا برهان أو دليل على ذلك.
   بهذه الفرق أو الوسائل تحول الجدل عند السوفسطائيين إلى جدال يعارضون النظريات بعضها ببعض بدون حرص على الوصول إلى الحقيقة،ويسعون إلى إفحام الخصم بإظهار تناقضاته.
   أما الجدل فهو يطلق على تلك الحركة العليا للعقل التي فيها تتحول كل المظاهر مطلقة الانفصال إلى بعضها والتي فيها يتم تجاوز المسلمات.
   أغراض وأهداف كلّ منهما:
الهدف أو الغرض من الجدل : هو إلزام الخصم،إقناع من يقصر عن إدراك المقدمات البرهانية،وإظهار الحقيقة.
أما الهدف والغرض من السفسطة فهو إسكات الخصم وتغليطه,وأقوى منافعها الاحتراز عنها, كما قال الشاعر:
عرفت الشرَّ لاَ للشَّرَّ ولكن لتوقــيه  ومن لا يعرف الخير من الشرِّ يقع فيه
    وجملة القول أنّ السفسطة هي الحكمة الموهمة,أو الفلسفة المزيَّفة، والجدل هو غير ذلك. فاجتنب منهجية السوفسطائية لئلّا تكون سوفسطائيا، وخذْ بمنهجية الجدل الصحيح لتكون من رجال مدرسة{...وجادلهم بالتي هي أحسن}...
<><><><><><>
.


الفرق بين الجدل والسفسطة

ويدراوغو إبراهيم موسى ــ بوركيني
 وصلى الله على محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار
     لقد لاقى الجدل هجوما عنيفاً من جانب كثير من النّاس،  وعمّ هذا الهجوم على كلّ من يجادل سواء بعلم أو بغير علم،وكاد كل مجادل أن يسمي سوفسطائيا،وهذا يعد تشويشاً على المنتج الجدلي المحمود{وجادلهم بالتي هي أحسن}؛لذلك رأيت من المحستحسن أن ألقي ضوءً يوضح لنا الفرق بين الجدل والسفسطة.
   فالجدل هو المركب من مقدمات مشهورة ومسلمة عند كل الناس أو عند الخصم على الأقل،وقد تكون تلك المقدمات صادقة أو كاذبة؛لذا فالجدل أهم من البرهان لعدم اختصاصه باليقينيات هذا من جهة المادية،وأما من جهة الصورة فالجدل أهم من البرهان لأن المعتبر فيه الإنتاج بحسن التسليم،سواء أكان قياسيا أم استقراءً أم تمثيلاً.
    أما السفسطة فهي: ما ركبت من مقدمات وهمية وشبيهة بالحق أو شبيهة بالمشهورة.
   وتسمى السفسطة بالمغالطة،وهي قياس فاسد صورة ومادة،وهي أيضاً لا تفيد يقيناً وطنياً،إنما تفيد مجرد الحيرة والشك والشبهة الكاذبة.
    ويرى ابن حزم أن كل ما كان منطلقه من مقدمات فاسدة يعتبر سفسطة، كما ذكر طرقاً لأهل السفسطة المتلاعبين بالألفاظ المزيفين للحقائق.
ومن هذه الطرق:
1ـ إيجاب ما لا يجب من القول.
2 ـ إسقاط قسم من أقسام الكلام أو تعمد زيادته.
3ـ التعليق بلفظ واحد يعطي أكثر من معنى.
4ـ تصحيح وإبطال شيئ بتصحيح أو إبطال شيئ آخر بلا برهان أو دليل على ذلك.
   بهذه الفرق أو الوسائل تحول الجدل عند السوفسطائيين إلى جدال يعارضون النظريات بعضها ببعض بدون حرص على الوصول إلى الحقيقة،ويسعون إلى إفحام الخصم بإظهار تناقضاته.
   أما الجدل فهو يطلق على تلك الحركة العليا للعقل التي فيها تتحول كل المظاهر مطلقة الانفصال إلى بعضها والتي فيها يتم تجاوز المسلمات.
   أغراض وأهداف كلّ منهما:
الهدف أو الغرض من الجدل : هو إلزام الخصم،إقناع من يقصر عن إدراك المقدمات البرهانية،وإظهار الحقيقة.
أما الهدف والغرض من السفسطة فهو إسكات الخصم وتغليطه,وأقوى منافعها الاحتراز عنها, كما قال الشاعر:
عرفت الشرَّ لاَ للشَّرَّ ولكن لتوقــيه  ومن لا يعرف الخير من الشرِّ يقع فيه
    وجملة القول أنّ السفسطة هي الحكمة الموهمة,أو الفلسفة المزيَّفة، والجدل هو غير ذلك. فاجتنب منهجية السوفسطائية لئلّا تكون سوفسطائيا، وخذْ بمنهجية الجدل الصحيح لتكون من رجال مدرسة{...وجادلهم بالتي هي أحسن}...
.


قضية العدد: ما بعد الشهادة..

 لكل رامٍ هدف يسعى لإصابته، ولكل مسافر أرض يبغي الوصول إليها، ومن هنا تأتي الدراسة الأكاديمية لتضع نصب أعيننا أهدافا نسعى لتحقيقها، مصحوبة بعقبة لا بد من تجاوزها. إن هذه العملية تحاكي نظام الحياة، فلا بد من ترويض النفس والعقل والفكر ليسلك اتجاها معينا، ومن ثم يأتي التقويم ليتبين هل تحقق هذا الهدف..؟ ولكن ماذا بعد أن يتجاوز الإنسان العقبة، ما هي الخطوات التالية بعد النجاح في امتحان السنة الأخيرة؟
هناك بالتأكيد عدة أسئلة تدور في خلد كل من تجاوز هذه الدائرة؛ فأمامه عدة دوائر متنوعة تختلف باختلاف الاتجاهات والتصورات والاهتمامات لكل فرد من الذين نجحوا في امتحان الشهادة الجامعية، أو خطو خطوة في سلم التعليم العالي.. ومن أشهرها، المواصلة في الدراسة، البحث عن عمل ومن ثم مواصلة الدراسة.. الاكتفاء بالشهادة الجامعية، والبحث عن فرص عمل.... ومع هذه الخيارات هناك خيار شامل لكل من لم يبدأ في الحياة الاجتماعية وتأسيس أسرة.. فهذا خيار بارز وضمن كل الخيارات.. إلا أن لكل إنسان  موقفه ونظرته للموضوع، فالزواج سنة إنسانية لا نقاش فيها.
إلا أننا في هذه الفترة من السّير في الحياة، ينبغي أن نقف مع أنفسنا لنرى ما هو الأهم، وما هو الأصلح ليكون ضمن الأولويات. فليس من الضروري أن تواصل في الدراسة، وليس من الضروري أن تبحث عن عمل، بل الخيار يعود إلى عقلك ليختار ما هو أنسب لك في هذه اللحظة، وماذا تحتاجه بالفعل. فعليك أن تكون أكثر دقة في خياراتك، فمستقبلك مرهون بين تفكيرك وواقعك. فقد يكون العمل في أمس الحاجة إليك، ومن ثم المواصلة في التعلُّم، أو أن المواصلة في الدراسة هي الأولى لأنها الفرصة الأخيرة التي أمامك؛ وأنك تملك قدرات ذهنية عالية ينبغي أن توظف في الاستمرار في المجال الأكاديمي لتقدم بحوثا قيمة تستفيد منها وتفيد بها المجتمع، أو أنك غير مستعد لتقدم للمجتمع بحوثا علمية نافعة فتكتفي بما تحصلت عليه من معارف وتنخرط في الخدمة الاجتماعية، وتخدم مجتمعك، وتكتسب خبرات في مجال العمل النافع. أو تخوض في عمل حر يجر أرباحا ومكاسب مالية وتسهم في تطوير اقتصاد مجتمعك.... ومع كل هذه الخيارات وغيرها فلا ننسى أننا دعاة إلى الله، بأحوالنا وأفعالنا وأقوالنا.. فلنظهر ذلك حيث كنا، فالمسلم مهما كان مقامه ومستواه، عليه أن يكون ملتزما بما علِم، وداعيا له بفعله قبل قوله.. وبالمناسبة، فنحن خريجو كلية الدعوة الإسلامية. علينا أن نمثل هذا الاسم حيثما كنا..