مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

بحوث ودراسات



 
      الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ الصَّمَد، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، ] أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلـــَمْ يَجْعَلْ لَــــهُ عِــوَجًـــا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا[([1]).
صلواتُ الله تعالى وتَسليماتُهُ، وصلاةُ ملائكتِه الكرامِ البررَةِ، وعبادهِ المؤمنين الموَّحِدِينَ، على سيّدِنا وحبيبِنا ومولانا محمّدٍ المصطفى الكريمِ، ذلكم المعلِّمِ والمفسِّرِ الأوَّلِ لكتابِ اللهِ العزيزِ العليمِ، الّذي خاطـبَهُ رَبُّهُ وحـبـيـبُـهُ ومــولاه فقال:
] وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون[([2]). صلّى الله تعالى عـــــلــــــيـــــه، وعلى آلــــــه الطّيّبين الأطهار، وصِحَابِهِ الأبرارِ الأخيارِ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الّدين.
أما بعد:
فإنَّ أفضلَ وأكرمَ ما يشتغِلُ به المرءُ المسلمُ، وخاصةً العلماءُ منهم، وكذلك الباحثون وطلبةُ العلمِ، ويتسابقُ إليه المتسابقون، ويَتَنافسُ فيه المتنافِسون، ويَتَغابطون عليه؛ هو مُدَارَسَةُ كتابِ اللهِ- العزيز المجيد- ونَشره؛ لأنَّ العلم لمَا كان يشرُف ويَسمو بسمُو موضوعه وشرَفه، ونُبْل غايته ومدى حاجةِ النّاس وافتقارهم إليه، كان علمُ تفسيرِ القرآن الكريمِ أكرَم وأفضل الْعُلومِ، وأشرفها قدْرا، وأسماها منزلة، وأعظمها نفعا- لاسيّما تفسير القرآن الكريمِ بالقرآن نفسه؛ لكون موضوعه هو العلم الخاص بكتاب الله- سبحانه وتعالى- الموحَى به إلى عبده وحبيبه، وخاتَمِ أنبيائه ورسله سيّدنا ومولانــا محمّد المصطفى- صلى الله تعالى عليه وآلــه وسلم- والّذي يُعتبر المصدر الأساسيِّ للمعرفة، والهُدى والرّحمة، والشّفاء للنّاس جميعا، واليَنْبُوع لكلّ علمٍ ومعرفة وحكمة، والمعدِن لكلّ خير وفضل وسعــادة في الحال والمآل.
      ولقد كان من فضل الله- تبارك وتعالى- ومنِّه على هذه الأمة الْمُحَمَّدِيَّةِ بـأن تكفَّل بحفظ هذا الكتاب المهيْمن؛ فلم يَشُـنـه نقص، وَلَــمْ يـتـطـرق إلـيـه زيـــادة، منذ أن نـزل إلـى يـوم النّاس هذا، وكان النّبيُّ المصطفى- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- أوَّلَ أستاذ  له؛ إقراء وتحفيظا وتفسيرا، فالصّحابة الكرام- رضوان الله تعالى عليهم- وكانـوا من أعلمِ النّاس بـالقران الكريمِ، ثمّ التّابعون والتّابعون لهم- رحمة الله تعالى عليهم جميعا- ولم يزل في كلّ عصرٍ من العصور والأجيال، وفي كلِّ الأزمان والأيـّــــامِ- من بعدهم- رجالٌ أعزاء، وعلماء أجلاءُ قَيَّضَهُمْ الله- تبارك وتعالى- وأعدَّهم خدمــــة لهذا الكتابِ الكريمِ؛ فَيَهْتَمُّون بتعلُّمه وتعليمه، إقراء وتحفيظا، تفسيرا ونشرا ودعوة إليه، حتّى أصبحت المكتبة التفسيريــــة مــن ضــمــن أوسعِ الـمـكـتـبـات العلميّـة والعربيـة الإسلامـيـة إنــتــاجـــا وأعـمـقها فكرا.
وكــــان الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطي- رحـمـه الله تعالى- من أولئك العلماء والأئمة الأمجاد، كما يُعَدُّ حقًّا علَما من أعلامِ هذه الأمّة- الإسلاميّة، و كتابُه " أضواءُ البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"، يُعتبر من أقومِ وأفضل كتب التّفسير المتأخرة وأحسنها، ومن أهمّها وأقـواها منهجا، وأغزرها مادة وأخصبها.
وعلى ما سلف! فقد وقع اختيارُ الباحثِ على منهج الشيخ الشنقيطي التفسيري خلال أضوائه مـــوضــــوعــا للــــدراســـة؛ بُـــغْـــيَـــةَ الـحـصـول عـلـى درجــة الـتّـخـــصّـــص الـــعــــالــي " الـمـاجـسـتـيـر"؛ فـي القـرآنِ الـكـريـمِ وعـلـومـهِ، بــعــنــوان:
منهج الشيخ الشنقيطي في تفسير القرآن الكريم بالقرآن خلال كتابه أضواء البيان.
 
  -#أسباب اختيار الموضوع وأهمّيتـه:
وأمَّا ما دفع الباحث قُدُما إلى اختيار هذا الموضوعِ دون غيرِه مـن الـمـوضوعات، فهي دوافعُ عديدَةٌ؛ منها ما هو دافعٌ دينيٌّ، ومـنـهـا مـا هـو ذاتيٌ وطبيعيٌ، كـمـا أنّ منها ما هو موضوعيٌ، فمن أهم هذه الدوافعِ وتلك الأسبابِ إجمالا:
E¯ كونُ هذا الكتاب من بين الكتب القيِّمة في تفسير القرآن الكريمِ بالقرآن، نظرا لمَتانة منهجِ صاحبه ودقّته وأمانته العلميّـة، وعنايتِه بذكرِ أقوال من سَلَفه من العلماء ومفسري هذه الأمّة وخلفها، ومناقشة آرائـــــهــــــم المختلفة بـــــــإنـــصـــاف وحَياد، طلبا لأرجح الآراء منها وأصحها.
E¯ اعتادَ صـــاحـبُــه على تفسير القرآن الكريمِ بالقرآن نفسه، لإجماعِ علماء الأمـّـــة ومفسرِيها، على أنّ هذا النَّمَط من التّفسير هو أشرف أنواع التفسيرِ، وأجلها قَدْرا؛ إذ لا أحد أعلم بكلام الله- سبحانه وتعالى- منه- عز وجل.
E¯ احتواءُ هذا الكتاب في طيّاته على كثير من الكنوز والذخائر العلميّـة والمعرفيّة، وجمعه بين الرّواية والدّراية من علم التّفسير.
E¯ إمامـة مؤلفـــه وغزارة علمــه، ورسوخ قدمـــه في تفسير القرآن الكريمِ بـــأصولـــه الـثّـلاثـة: تفسير القرآن الكريمِ بالقرآن، والقرآن الكريمِ بالسّنة النّبويّة الصّحيحة، وتفسير القرآن الكريم بـــأقـــوال الصّحابة الكرام والتّابعين- رضي الله تعالى عنهم.
E¯ طبيعتي وشدّةُ حُبّي لتفسير القرآن الكريمِ، تَعلُّما وَتَعليما، قراءة وبحثا ونشرا، ولاسيّما تفسير القرآن الكريم بالقرآن.
E¯ الرّغبةُ الشّديدةُ منّي في زيادة التّحصيل العلمي والمعرفي، ومعرفة طرق البحث العلمي، والكتابة العلميّـة.

E¯ مَــحــبّــتــي لـــــخــدمــة ذلــك الـكـــتــاب الـمـبــارك الّــذي
]لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[([3]).  وخاصّةً في مجال بيانه وتفسيرِه والبحث فيه، ومحاولة منّي للإسهام في إثراء المكتبـة العلميّـة عامّـة، والعربيّـة والإسلاميـة خاصة، الرّاغبة في المزيد من الدّراسات والأبحاث العلميّـة.
  -#الـدِّراســات السّـابـقــة:
فبعد اطْلاَعِ الباحث المتواضعِ، وبحثه في المكتبة الْوَرَقيّة والإلكترونية، واستفسارات عن الرّسائل والأبحاث العلميّـة المتعلقة بـالـشّـيـخِ محمّد الأمين الشّنقيطي- رحـمـه الله تعالى- وَمـنـهـجـه في التّفسير خلال كتابه " أضواء البيان"، والتّي سبقت هذه الدّراسة العلميّـة إلى حيز الوجود، فقد وقف على ما يأتي:
/- دراسةٌ علميةٌ في أصول الدّين بعنوان: " جهود الشّيخ محمّد الأميـن الشّنقيطي في تقرير عقيدة السّلف"/ إعداد الدّكتور عبد العزيز بن صالح الطُوليان / الجامعة الإسلامية/ المدينة المنورة- بالمملكة العربية السعودية.
       والدّراسة كما يتضح خلال العنوان هي دراسة عقدية، متمركزة حـول إثبات عقيدة السّلف الـصّـالـحِ مـن هـذه الأمّـة، وبيان الأُسُسِ التّي تقوم عليها هذه العقيدة، من الإيمان بالله- تبارك وتعالى- وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر...، ثمّ بيان موقف الشّيخِ الشّنقيطي من أهل التّأويل لأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وردوده عـلـيـهـم، ومقارنــتــه بين مذهب السّلف الصّالحِ والخلف في العقيدة، وتأكيدِ بطلانِ إلهية ما سوى الله- سبحانه وتعالى.

/- بحثٌ علميٌ للحصول على الدرجـةِ الْعِلْمِيَّـة الماجستير، وهو معنون بــ" الشّنقيطي ومنهجُه في التفسير في كتابه: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"/ أعده: أحمد إسماعيل الشِّيمي/ جامعة القاهرة، كلية دار العلوم- قسم الشريعة الإسلاميــــــة.
      والرّسالةُ مع قيمتِها، وغزارة مادتِها الْعِلْمِيَّـة حول شخصية الشّيخ الشّنقيطي، وكتابـِـه " أضواء البيان"، فإنّ الباحث قـد استكثر من الاستطْرادات والإطالة المملة والتّطرق إلى ذكر كثير من الأشياء التّي لا تَمُتّ إلى البحث بِصلة، حتّى إنّ ترجَمة الشّنقيطي استغرقت حوالي ثلاثِمائة Ø300× صفحةٍ من الرسالة.
/- دراسـةٌ علميــةٌ فـقـهـيــة  جــاءت بــعنوان: " فـقـه الشّنقيطي فـي تـفـسـيـر أضواء الـبـيـان"/ لعز الدّين مفتاح فَرَج عمران/ بإشراف أ. د/ مصطفى محمد الباجقني/ دار المكتب الوطنية/ بنغازي- الجماهيرية العظمي.
       وهي دراسةٌ علميةٌ عالج فيها الباحث ما جاء في " أضواء البيان" من آراء واجتهادات فقهية للشّيخ الشنقيطي؛ وذلك في ضوء المذاهب الفقهية الأربعة عند أهل السّنة والجماعة.
       فهذه بعضُ أهمّ ما وقف عليه الباحث خلال اطلاعه وبحثه المتواضعِ  من البحوث، والدّراسات العلميّـة  التّي سبقت هذه الدّراســة إلى الوجود في المكتبــة العلميّـة، ولعل مـــا يـلفت النّظر في بعض هذه الدّراسات، هو أنَّ أصحابــهــا لم يهتموا بــــــالنّقد، ولا بـــإبراز المآخذ للشخصية التّي تتمحور حولها الدّراســــات، وهي شخصية الشّيخِ محمد الأمين الشّنقيطي- رحـمـه الله تعالى- ولا بنقد كتابــه " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"؛ فذلك تأتي هذه الدّراسة- بإذن الله تبارك وتعالى- لتساهم في إثرائها، وتسدّ بعض الفراغات التّي تركتها تلك الدّراسات السابقة.

#- حـدود الــدّراســة: 
أما حدود هذه الدّراسة، فهي تقتصر على الإطار التفسيري للقرآن الكريمِ، وذلك عَبْر جهود الشّيخِ الشّنقيطي الـتـفـسـيـريـة، مـتـمـثـلـة في كــتـابـه: " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"، وتركزّ على منهجه التّفسيري للقرآن الكريم بالقرآن فيه.
#-  مـنهـج الـبـحث:
لما كانت طبيعــة البحث العلمي، وأهدافـه الدّراسيّــة تتطلب من الباحث أن يستعين بعدة مناهج علمية؛ من أجل أن يندفع له بحثه اندفاعه الطبيعيِ إلى بر الأمان، فقد استخدم الباحث في هذه الدّراسة مناهج عدة، وأهمّ تلك المناهج هي:
ï- المنهجُ التّاريخِي: لقد لجأ الباحث إلى هذا المنهجِ؛ من أجل البحث عن الخلفيات التّاريخية للتّفسير المُتعلقة بهذا الموضوعِ، والتّي تتمثل في نشأة علمِ التّفسير وتَطورِه، وَمدارسه التّاريخية الـمـشـهـورة، وأبـرز الـمـفـسـريـن مـن الـصّـحـابـة والـتـابعين لهم- رضي الله تعالى عنهم- وصولا إلى الشّيخ الشّنقيطي.
ï- الـمـنـهـجُ الـوصـفـي، والـتَّـحـلـيـلـي، والـمـنـهـج الاستنباطي؛ فلكي يصل الباحث إلى إصدار أحكامه التّاريخية، أو إلى نتائج علمـيــة وعملـيــة عن الشّيخِ الشنقيطي وكتابِه " أضواء البيان "، وعن المنهجِ الّذي تـم تـوظيفــه في تفسير القرآن الكريم بـالقرآن، فلا بد للباحث إذا من اللجوء إلى الوصف، والتحليل، والاستنباط؛ فمن هنا يجد القارئ أن هذه المناهج- السالفةَ الذكر- قد فرضت نفسها في البحث، كل حسب الحاجة الملحّة إليه.

-# أسـئـلـة الـدراسة:
      وأما تلك الأسئلةِ التّي يَتَأَهَّبُ الباحثُ للإجابة عنها خلال هذه الدّراسةِ، فهي بالإجمالِ على الصّورِ الآتية:
E ما مفهوم التّفسير، وما الفرق بينه وبين التّأويل؟، ومتى نشأ؟ وما المقدار الّذي فسّره الرسول الكريم- صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم- من القرآن الكريمِ؟، ومن هم أشهر المفسرين من الصّحابة الكرام وتلاميذهم من التّابعين- رضي الله تعالى عنهم-  وما هي أشهر مدارس التّفسير؟، وما مكانة تفسير القرآن الكريمِ في الإسلامِ الحنيف؟، وشدة الحاجة إليه مدى الأجيال، وعبْر الدّهور والأيام؟.
E من هو الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطي؟ وما آثاره وإسهاماته العلميـة والمعرفية؟ ومـا كتابـــه المعنون بــ" أضواء لبيان"؟، هـــل فسر الشّيخ الشّنقيطي القرآن الكريـم جميعــه في كتابِـــه؟، ومـــن هــــو الـــشّـــيــخ عـطـيـة مـحـمّـد سـالـم؟، ومــا عملــــه في " أضواء البيان"؟، ما أهمـيـة هذا الكتاب، ومــا مكانتـه العلميّـة في المكتبــة العربيــة الإسلاميــة والتّفسيريــــة؟.
E ما معنى تفسير القرآن الكريمِ بالقرآن؟، وما هو منهج  الشّيخِ الشنقيطي في ذلك؟، وهل في كتابــه لون آخر من ألوان التّفسير؟ أو هو مقتصر على نَمَط واحد؟، وما هي خصائـص منهجه فيه؟، وما مكانة هذا المنهج، وما مميزاته بين المناهج الأخرى لتفسير الـقـرآن الكريــم؟ وهل وفــق الشيخ الشنقيطي في تفسيره هذا؟، وفي تَسمية الكتاب بهذا الاسم؟.

#- هيكـل البحث:
هذا وقد اقتضت طبيعة الدّراسة تقسيمها إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثـــــة فــصــول، وتـحـت كــلّ فــصــل ثلاثـــة مــبــاحــث، وفي كــلّ مبحث مطالب، فالخاتمــة، ثمّ الفهارس الفنية.
-# الـمـقـدمـة:
وفـــيــهـــا ذكر الباحث أهم الأسباب والدّوافعِ التّي دفــعـتـه إلى اختيارِ هذه الشخصية- الشّيخِ محمّد الأمين الشّنقيطي وكتابِه " أضواء البيان"، ومنهجه في تفسير القرآن الكريمِ بالقرآنِ فيه، موضوعا لهذه الدّراسة العلميـة، وأهمية هذه الدّراسة، ومـا يمكن أن تُساهم في سدِ بعض الفراغات التّي خلفتها الدّراسات العلميـة السّالفة لها؛ إثراء للمكتبة العلميـة عامّــة، والعربيـة الإسلاميـة خاصّـة، ثمّ عرض موجز للدّراسات السّابقة حول الشّيخِ الشّنقيطي وكـتـابـــه، فحدود الــبــحـث وإطاراتــــه، والمنهج الــعــلــمـي الّذي تطلبت الـحـاجــة مــن الـبـاحث أن يلجأ إلــيـه في الدّراســة، ثمّ الأسئلة الّتي تأهب الباحث للإجابة عنها خلال هذه المسيرة المعلية المتواضعة، ثمّ هيكل البحث.

-+ التّمـهيد: بـــعـــنـــوان:
   نشأة علم التفسير، أهمّيته ومكانته وشدة الحاجة إليه.
ويحتوي على ثلاثةِ مباحثَ:
#- المبحث الأوّل: الــتّــعــريـف بـعـلمِ التّفسيرِ لـــغـــة واصطلاحا والفرق بينه وبين التّأويل.
وينقسم هذا المبحث إلى ثلاثة مـطـالب وهي:
ï   - المـطـلب الأول: التّعريف بعلم التفسير لغةً واصطلاحـاً.
ï   - المـطلب الثّاني: التّعريف بــــــالتّأويـل لغةً واصطلاحـاً.
ï   - المـطلب الثّالث: الــفـرق بـــــــيــــــن التّفسير والتّـأويل.
#- المبحثُ الثّاني: نشأةُ علمِ التّفسيرِ وأشهرُ مدارسِهِ وأعلامِهِ من الصّحابةِ والتّابعين- رضي الله تعالى عنهم.
وينقسم هذا المبحث إلى ثلاثة مـطـالب وهي:
ï     - المـطـلب الأول: نـشــأة عــلــم الــتــفــســيـر.
ï   - المـطـلب الثّاني: أعلام التّـفـسـير من الصّحابـة الكـرام- رضـي الله تـعـالـى عـنـهـم وأرضـاهـم.
ï   - المـطلب الثّالث: أشهر مدارس التفسير وأعـــلامــــــه من التابعين- رحمة الله تعالى عليهم وأحسن مثواهم.

#- المبحثُ الثّالث: أهــمــيــة عــلــمِ الــتــفــســيــرِ ومــكــانــتـه وشدّة الـحاجــة إلـيـه والاعـتـنـاء بـــه.
وينقسم هذا المبحث إلى مـطـلبـيـن وهما:
ï   - المـطـلب الأوّل: أهمية عــلــم الـتـفـسـيـر ومـكـانـتـه.
ï   - المطلب الثّاني: شدة الحاجة إلى علم التّفسير والاعتناء به.
-+ الفصل الأول: وقد جاء تحت عنوان:
   الـــتّـــعــــريـــف بـــالشّيخ محمّد الأمينِ الشّنقيطي p وكتابـــــه أضــواء البيان فـي إيضاح القرآن بالقرآنi.
ويتضمَنُ هذا الفصلُ ثلاثةَ مباحثَ:
#- المبحث الأوّل: حياة الشّيخ محمّد الأمين  الشّنقيطي.
ويـنـقـسـم هـذا الـمـبـحـث إلى سبعة مطالب وهي:
ï  - الـمــطــلب الأول: اسمه ونـسـبـه.
ï  - المطلب الــثـانــي: مولده ونشأتـه.
ï  - المطلب الــثـالــث: طـلـبـه لـلعـلم.
ï  - المطلب الرابـــــع: من هم مشايـخـه وأشهرهم؟.
ï  - المطلب الخــامس: من هم تـــلاميذه وأشهرهم؟.
ï - المطلب السادس: انـتـقـال روحــه إلـى جوار ربها وخالقها- رحـمـة الله عـلـيـه.
ï  - المطلب الــســابع: مدح بعض العلماء له وثناؤهم عليه.

#- المبحث الثّاني: عوامل تكوين الشخصية العلميـة للشّيخ محمّدِ الأمينِ الشّنقيطي وآثاره العِلمِيّة.
وينقسم هذا لمبحث إلى سبعة مطالب وهي:
ï- الـمـطـلب الأول: العوامل الخارجيــة والبيئية.
ï- المطلب الـثـانـي: العوامـــل الداخلية والذاتيـة.
ï- المطلب الــثـالث: مــؤلفاتــه المـخـطـوطـــــة.
ï- المطلب الرابـــع: مـــؤلفاتـه المـطـبــوعــــــة.
ï- المطلب الخامس: مـــؤلفاتـه الــمــســجـلـــــة.
ï- المطلب السادس: مـؤلفاتـــه الـــمـــفـــقــــودة.
ï- المطلب السابــع: المـــؤلــفــات المنسوبة إليه.
#- المبحث الثّالث: التّعريف بكتاب أضواءِ البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، وتتمتِهِ للشّيخ عطيةِ محمّدِ سالم.
وينقسم إلى أربعة مطالب وهي:
ï   - الـمـطلب الأول: تــعريــف عــام بــكـتـاب أضـــواء البيان.
   ï- المطلب الثاني: تــرجـمـة مــوجـزة للشيخ عـطـيـة محمد سالـــم- رحـمه الله سبحانه وتعالى.
ï  - المطلب الـثالث: أعـمـال الشيخ عطية في أضـواء الـبـيـان.
  ï- المطلب الرابـع: نـــمـاذج مـــن طـبـعــات أضـواء الـبـيان.

-+ الفصل الثّاني: وهو مَوْسُومٌ بــــــ:
           مــنــهــج الــشّــيــخِ مــحــمّــدِ الأمـيـن الـشّـنـقيطي في تفسير القرآن الـكـريـــم بــــالقرآن.
وينقسم هذا الفصلُ إلى ثلاثةِ مباحثَ:
#- المبحث الأوّل: تـحـديـد تفسيرِ القرآن الكريم بـــالقرآن، ومنهجِ الشّيخِ محمّد الأمينِ الشّنقيطي فـيـه.
وينقسم هذا الـمبحث إلى ثـلاثـة مطالب  وهي:
ï  - المـطـلب الأول: مفهوم المنهج لغةً واصطلاحًا.
ï - المطلب الثانــي: تـــــعــــــــريف تفسير القرآن الــــكــــريـــم بـــــــالقرآن ومكانـــتــــه.
ï  - المطلب الـثـالث: منهج الـشـيـخ مـحـمـد الأمـين الشنقيطي في تفسير القرآن الكريم بــالقرآن.
#- المبحث الثّاني: خـصائـص منهج الشّيخ محمّد الأمينِ الشّنقيطي في تـفسيرِ القرآنِ الكريمِ بالقرآن.
وينقسم هذا الـمبحث إلى خمسة مطالب وهي:
ï- الــمـطـلـب الأوّل: التعريف بالخـصائـص.
 ï- المطلب الثّاني: الجمع بـيـن تفسير القرآن الكريم بــالـــقــرآن
وبــيــن التّفسير بــالـمـأثـــور.
ï- الـمطـلب الثّالث: تـفـسـيـر الـقـرآن الـكـريــــــم بـــــالـسـنـة الـنّـبـويّـة الـمـطـهـرة.
ï- الـمطلب الرّابع: الجمع بين تفسير القرآن الكريم بـــــالقرآن وبـيـن التّفسير بــالـمـعـقـول.
ï- المطلب الخامس: الـجـمـع بـيـن الـتـفـسـيـر بـالمـأثـور وبـيـن الـتـفـسـيـر بــالمـعـقـول.
#- المبحث الثّالث: قـراءة نقدِية لمـنهج الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطي في تـفسير القرآن الكريم بالقرآن.
وينقسم هذا الـمبحث إلى مطلبين وهما:
ï   - المـطـلب الأول: مما يُمْتدح به الشيخ ويُحْسَبُ له.
ï  - المطلب الثاني: مما يؤاخذ على منهج الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ويُحْسَبُ عليه.
-+ الفصل الثّالث: وهو مُعَنْوَنٌ بـــــ:
جـوانـب تطبيقيـة لمنهج الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطي في تفسير القرآن الكريم بالقرآن.
وهو مُحْتَوٍ على مباحثَ ثلاثةٍ:
#- الـمبحث الأوّل: تفسير آيات الأحكامِ من القرآنِ الكريمِ.
وينقسم هذا الـمبحث إلى  مطلبين وهما:
ï  - المـطـلب الأول: التعريف بآيات الأحكام مــــن القرآن الكريم وعددها وأهمية معرفتها والعمل بها.
ï  - المطلب الثانــي: نماذج مـــن تفسير الشيخ الشنقيطي لآيــات الأحكام خـلال كـتـابــه أضـواء الـبـيـان.
#- الـمبحثُ الثّاني: تـفـسـيـرُ آيـــاتِ الأسـمــاءِ و الصِّـفـــاتِ   مــــن الـــقـــرآن الـــكـــريـــم.
وينقسم هذا الـمبحث إلى  ثلاثة مطالب  وهي:
ï  - الـمـطـلب الأوّل: حقيقـة آيـات الأسـمـاء والـصّـفـات من القرآن الكريـــم والإيـمـان بـهـا.
ï  - المطلب الثاني:  نماذج من تفسير الشيخ الشنقيطي لآيــات الأسماء خـلال كـتـابـه أضــواء الـبـيـان.
ï  - المطلب الثالث: نماذج مـــــــن تفسير الشيخ الشنقيطي لآيــات الصفات في ثنايا تفسيره أضــواء الـبـيـان.
#- الـمبحثُ الثّالث: الاحتجاجُ بـــــالقراءاتِ لـــتــــفـــســيــــرِ القرآن الكريـــم بــــالقرآن.
وينقسم هذا الـمبحث إلى مطلبين  وهما:
ï  - المـطـلب الأول: التعريف بالقراءات وشروط قبولها.
ï  - المطلب الثاني: الدراسة التطبيقية من تفسير الشيخ الشنقيطي القرآن الكريم بالقراءات. 

#- الْـخَـاتِـمَـةُ:
      وتتضمن أبرز وأهــم النّتائجِ التّي تــوصــل إليها الباحث خلال هذه المسيرة العلميـة والجولـة المتواضعة حول شخصية الشّيخِ الشّنقيطي وكتابه " أضواء البيان"، الأصل منه وتتمته لتلميذه الشّيخِ عطية محمّد سالم- بـالإضافة إلى طائفة يسيرة من التّـوصــيــات، موجهة إلى المراكز العلميّـة، وإلى المتخصصين في مجال تفسير الــــقــــرآن الــكـريمِ، والدّراسات الإسلامية العليا، يُسجِّلُها الباحثُ في العناصرِ الآتية:
1- أكدّت الدّراســة بـــأن أشرف وأحسن وأفضل أنواعِ التفسير وأجــلـهـا هو تفسير القرآن الكريمِ بــالـقـرآن نـفـسـه، ثُـمّ غيره، وأنّ التفسير جزء من التّبليغِ والبيان الّذي أمر الله سبحانه وتعالى رسولــــه- صلّى الله تعالى عليه وآلــه وسلّم- بتوضيحه لأمته؛ لكونه دستورهم، وسبيلهم إلى الخير والهدى والصّراط المستقيم.
2- أبانت الدراسة بأن القرآن الكريم يحتوي على كنوز نفيسة، وذخــائــر ثـمينة لإصلاحِ البشرية وإنقاذهم، ولا سبيل للوصول إلــى تلك الـكـنـوز والـذخـائـر مــن دون فـهـمـه فهما صحيحا، والتدبر فيه وتفسيرِه تفسيرا علميا، وأنّ الحاجة إليه حاجة ماسة وملحة منذ نـــزولِــــه إلى قيامِ السّاعــــة، بيد أن الحاجة مختلفـة بـــاختلاف العصور والأجيال والأزمان.
3- يُعد الشّيخ الشنقيطي من كبارِ أعلامِ هذه الأمّة، وذوي الحججِ المقنعة، وأصحاب العقلية والفطنة الفذَّة، ومن أولئك العلماء الّذين لهم الأقدام الرّاسخــــــة، والغزارة في الــعــلــم، والتّضلع في كثير من العلوم: كتفسير القرآن الكريمِ بأنواعه، والحديث النّبوي الشّريف، والفقه الإسلامي، واللّغة العربية وآدابها، وغيرِها.

4- أفادت الدّراسة بأن الشيخ الشنقيطي من العلماء الكرامِ الذين دافعوا عن مذهبِ السّلف الصّالحِ، وناصروه فيما يتعلقُ بأسماءِ اللهِ الحسنى وصفاته العليا، وأنّ جميع مـــــــا وصف الله- تبارك اسمه وتعالى- بــه نفسـه وأثـبـتـــه لذاتــه المقدســة في القرآن الكريم؛ فهو تعالى موصوف به حقيقة لا مجازا؛ ولم يُؤَوِّل الشّيخُ الشّنقيطي أيَّ صفة من صفات الله تعالى في أضوائه.
5- أثبتتِ الدّراسة بأنّ الشيخَ الشّنقيطي إذا أراد أن يفسر آية كريمة من الذّكر الحكيم، فإنّه يجمع جميع أو أكثر تلك الآيــات البينات المماثــلــة والمفسرة لـهــا، فـيكتفي تارة بـما يـماثــلها ويـفـسـرهـا مــن القرآن الكريم نفسه، ثم يشرحها بما يفتح الله تعالى عليه، وتارة أخرى يستشهد بما ثبت من السّنة الصّحيحة لتفسيرها.
6- أظهرت الـدراسـة بـأنّ الشّيخ الشنقيطي- رحمــــه الله تعالى- لم يلتزِم منهجا واحدا في تفسيره للآيات الكريمة، فمنها ما فسّرها جملة واحدة، ومنها ما قسمها أقساما لتفسيرهـا، كـمـا أنّ من الآيات الكريمة مـــا لم يفسر منها الشّيخ إلاّ كلمة منها أو كلمتين أو أكثر، وقد يكون ذلك في بدايــة الآية المجيدة أو في وسطها، كما يكون تارة في آخر الآية البينة.
7- وإذا ما تعرض لتفسير آية كريمة، ووردت للية قراءة أخرى، أو أَكـثـر مـن قـراءة، فــإنّـه- رحمه الله تعالى- يذكر تلك القراءات، سواء أكانت سبعية متواترة أم من القراءات العشر- ولا يذكر من القراءات الشّاذة إلا قليلا- ثم يوجهها ويبين ما بين تلك القراءات من العلاقــة والمعنى، سواء أكان ذلك حُكما فقهيا، أم مسألـة لغوِيـة وبلاغـيــة، أم نحوية وإعرابـيـة، أم كانت صرفـيـــة أم غير ذلك.

8- أفادت الدّراسة بأن تفسير الشّيخِ الشنقيطي " أضواء البيان " موسوعة علمية نفيسـة في نوعه، يحتوي على علومٍ وفنون مختلفة، من علْمِ التّفسير، والقراءات القرآنية الكريمة، والحديث النّبوي الشريف، والفقه الإسلامي، وعلمِ الأصول، واللغة العربية، واختلافات العلماء من السلف الصالحِ والخلف وحججهم وآرائهم؛ مما جعله ضمن أهم كتب التفسير وأحسنها.
9- أكدت الدّراسة بأن الشّيخ الشّنقيطي قد ذكر كمية هـــائـــلـــة من المعلومات وأقوال العلماء وآرائهم، واستشهد بها خلال تفسيرِه دون تحقيق أو توثيق، أو عزوها إلى صاحبها وقائلها تارة، وإرجاعها إلى مصادرِها الأصلية ومراجعها تارة أُخرى، ولاسيّما تلك النّظومِ والأبيات الشعرية الكثيرة التّي استشهد بها لشرحِ بعضِ الآيـات القرآنية الكريمة، وبيان المراد منها ومدلولها في اللسان العربي الّذي نزل القرآن الكريم به.
10- منحُ هذا الكتاب وما يحتويه من فنون العلومِ وفروعها خدمة شاملة متميزة بالتحقيق العلمي الدقيق: من ضَبط وتخريجٍ وتوثيق، ونسبة الأقوال والآراء الواردة فيها إلى أصحابها وقائليها، وشرحِ بعض المفردات الغامضة؛ لتيسير الاستفادة منه، وتعميم الفائدة.
11- الاعتناءُ التّام بحلقات علمية لتفسير القرآن الكريمِ وأصوله، وترجمة معانيه بلغات مختلفـة عبر القنوات الفضائيــة المحليــة والعالميــة، المرئيـة مـنهـا والمسموعة وغيرهما من الوسائل.
12- فتحُ معاهد ومنارات دُولية ومحلية لتحفيظ القرآن الكريمِ وقراءاته، وتفسيره تفسيرا علميّا صحيحا، بعيدا عنِ القصص الإسرائـيـلـيـة والـمـخـتـلـقة، واللَّـــون الشّخصي والـطَّـائـفـي، وأصول التفسير، وتسجيل معانيه بلغات مختلفة في الأشرطة والأقراص، ونشرها كما تُنشر أشرطة تلاوة القرآن الكريمِ، والخطب المنبريّة، والوعظ والإرشادات وغيرها.
13- تَنظيم دَورات علمية محليّة ودُولية في تفسير القرآن الكريم، ومعانيه بــــلــغات مـخـتـلـفـة، وأصوله وقراءاته، كما هو الحال في التلاوة، والخطابة، والتربية وغيرها.
      وقد ألحق الباحث هذه الدراسة بخمسة فهارس فنية وهي:
 #- الفهرس الفني للآيات القرآنية الكريمة الواردة في الدراسة.
 #- الـفـهـرس الـفـنـيِ للأحـاديـث الـــنـــبـــويـــة الـــشـــريــفــة الـمـسـتـدلـة بـهـا خـلال هـذا البحث.
 #- الفهرس الفني للأبيات المستشهد بــهــا في الــرســـالــةِ.
 #- الفهرس الفني للأعلام والمشاهير المذكورة في ثنايا البحث.
#- الـفـهـرس الـتـفـصـيـلـي لـمـحـتـويـــات الـــدّراســـــــــة.

wwwwwwwwwwwww
xxxxxxxxxxxxx

الـشـكـر والــتـقـديـر
      قال الله تعالى:  )فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ(([4]).
وقال أيضا: ) لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(([5]).
وقــال المصطفى الكريــمُ- صلى الله تـعـالـى عـلـيـه وآلــه وسـلـم: { مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ}([6]).
وقــال أيــضـا: { وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًــا فَكَافِئُوهُ، فَــإِنْ لَـمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ} ([7]).
      فانطلاقا من تلك النصوص القرآنية الكريمــة، والأحاديث النّبويّة الشريفة؛ فلا بد لي في هذا المقامِ- بعد الحمد لله سبحانه وتعالى- والشكر له، والثناء عليــه؛ لما مــن علي وأسبغ من آلائه ونعمائــه ظاهرة وباطنة- من وقفة احترامٍ وتقدير، وشكر وعرفان لمن كان لهم الفضل في إظهار هذا العمل المتواضعِ إلى حيز الوجود؛ فأشكر والدي- الشيخ الإمام محمد الرشيد شعبان كواندا التّجاني الأزهري- عفا الله تعالى عنه وغفر له، ووالدتي السيدة الشريفة الحاجة مريم مصطفى- أمدّ الله تعالى في أيامها، وبـــــــارك فيها وفي من ولدت- اللَّذَيْن كانا سببا لوجودي في هذه الحياة الدنيا، وحـــرصا كــــل الحرص على تـــربـيــتــي تـربــيــة إسلامــيــــة، ومحبــة الخير وأهــــلــه، والعلمِ والــمــعــرفــــــة والتحصيل، وبذلا كل غـال ونفيس، ومــــــــا أُعطيا من القوة، مــاديا ومعنويـــا في سبيل ذلك وتحقيقه؛ فـيـا ) رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(([8]).
      كـمـا أُسدي عظيم الشكر والتقدير المعطرين إلى " لــيــبــيـا " الــغَّــراءِ، أرضِ الــخــيــرِ والــبــركــةِ، وإلى شَعْبها المضياف، وكذلك اللّجنةِ الـتَّـسْـيِّـيـرِيَّـةِ لـجـمـعـيـةِ الدّعوةِ الإسلاميةِ العالميةِ،  التّي مــا انفكت تقدم المساعدات والخدمات في أرجــــــاء الــعــالـم إلى جنس البشرية عامة والمسلمين خاصة.
كما أتوجه كذلك بخالص الشكر والعرفان إلى كلية الدعوة الإسلامية، التي احتضتني ورعتني وربتني وعلمتني طوال هذه المدة من الدهر، منذ المرحلة التأْهِيلية فالجامعية إلى هذه اللحظات المباركة، وأخص بالذكر عميدها المحترم، الأستاذ الدكتور مسعود عبد الله خليفة الوازني، كــمــا أَدين بـــالشكر الــوافر والامتنان لأمين قسمِ الدّراساتِ العُليا: الأستاذ الدّكتور عمارة حنين أمين بيت العافية، ولكل من مسجل قسمِ الدّراسات العليا: الأخ عبدِ المنعم علي المنتصر، ومسجل الـــعـــام لـلــكــلــيــة: الأستاذ المبروك محمد أبو لسين، ووكيل الكلية وأمـين مكتبتها: المهندس عز الدين أحمد شعيب، ومسؤول الأقــــســامِ الـداخلية: الأخ عبدِ الله علي محمد الغَرْبُولي، ولـجـمـيعِ العاملين في هذا الصـرحِ الأكـاديـمـي الــمــيـــمــون، أولـئـك الـذيـن وقـفـوا حـيـاتـهـم خـدمـة لـلـعـلـمِ وطـلابـه وبـاحـثيه، وتذليلا لصعوباته؛ فجزى الله وتعالى الكل عني وعن آل العلامة الشيخ شعبان بُوبُو كواندا التجاني، وعن العلمِ وباحثيه والأمة الإسلامية خيرا.
كما أزف أوفر التشكرات، والتقدير والعرفان إلى أستاذي العزيز ومشرفي الكريمِ، الأستاذ الدكتور/ مصطفى محمد الباجقني، الذي واكب هذه الدراسة منذ مخاضها، وقوّمها بملاحظاته الدّقيقة،  والذي كـان لي والدا رحـيمـا، ومعلِما مـربّـيـا شـفـيـقـا نـصـوحـا في الفصول الدراسيــة في كلتا المرحلتين- الجامعية والتمهيدية- قبل الإشراف على هذه الدراسة العلميـة؛ فما هذا البحث المتواضع، والوضع الّذي آل إليه إلا بحسن إشرافه، وثمرات جهوده المتواصلة وخـبـرتــه، فالله- سبحانه وتعالى- أسأل أن يجزيه عني كـل خـيـر، ويزوده بـوافـرِ الصحة والعافية، ويزيده بسطة في العلمِ والجسمِ، ويمد في عمره؛ ذخرا للعلم وباحثيه.
وأشكر كذلك الدكتورين الكريمين: الأستاذ الدكتور عبد السلام محمد أبو سعد، وصنوه الأستاذ الدكتور الصديق يعقوب عمر؛ لصبرهما ومكابدتهما العناء في قراءة هذه الدراسة الــمــتــواضــعــة، وتقويمها تقويما علميا حتّى يصلا بها إلى صورتها الأخيرة مكتملة، فلهما مني جزيل الشكر والعرفان، وفائق الاحترام، وجزاهما الله تعالى عني وعن العلم كل خير.
ولا يسعني في المقامِ إلا أن أُوصل أجزل الشكر وفائـق التقدير إلــى كل مــن يسر لي سبيل العلمِ والتحصيل، أو عــلــمــني ولو حـرفــا واحدا، أو ساندني، أو زودني بمعلومة مــهــمــا كانت، أو أبدى لي نصيحة، أو توجيهـا، أو تضامنا، أو تعطفا، أو خـدمــة، أو ساهم في إنجاز هذا العمل مــن قـريب أو بعيد، مــاديــا كـــان أم معنويًّا، وأَخُّصُ بالذّكرِ: أخي وأستاذي وشيخي الكريــــــم، مولانا فضيلةَ الشّيخ الحاج أبا بكر سعيد كُوانْدا التّجاني البوركيني، وسـعادة الـسـفـيـر الـدكـتـور يوسف سَنْغارى- سفير بوركينا فاسو لدى ليبيا- والأخ الأستاذ الـحـاج سـعـيـد سـلـيـمـان سَوَادْغُو، والشيخ الحاج إدريس خــالـد عيسى سانْكَرا، وإخوتي وأصدقائي في الدرب، وأبناء جِلدتي: الأستاذ يحيى إدريس الحسن دِيـارا، والأستاذ محمّد عمر سليمان سانْكرا، والأستاذ عبد العزيزِ محمد سانا، وكــافــةَ أعــضــاءِ الاتحادِ الــعــامِ لطـلبــة بوركيـنا فاسـو في الأراضي الليبية المباركة.
وختاما فــإنني متضرع إلى الله العلي القدير، ربّ العرش الكريمِ، مبتهلا ومفتقرا أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريمِ، وينفع به طلبةَ العلمِ وباحثيه، ويجعله لبنة مثرية لسد بعض الفراغات في المكتبات العلميـة عامة، والإسلامية العربيــة خــــاصــة؛ إنــــه على مــــا يشاء قــــديـــر وبـــالإجابـــة جــدير، وصلى الله تعالى على سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد المصطفى الـكـريـم، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا، } سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{([9]).  

? الباحث: إبراهيم مبشر شعبان كواندا
                                                                                          الــتــجـانـي البوركيني
                                                                                               27- 08- 1433هـ
                                                                                            17- 07- 2012م.
wwwwwwwwwwwww
xxxxxxxxxxxxx



[1]- سورة الكهف: 1- 3.
[2]- سورة النحل/ من الآية: 44.
[3]- سورة فصلت: 42.
[4]- سورة البقرة: 152.
[5]- سورة إبراهيم- عليه الصلاة والسلام/ من الآية: 7.
[6]- رواه الإمام الترمذي في السنن عن أبي هريرة-t، ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، ح. رقم: 1954، 4/ 339، وقال هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند، ح. رقم: 7939، 13/ 322، وابن حبان في الصحيح، ح. رقم: 3407، 8/ 198 وغيرهم واللفظ للترمذي.
[7]- رواه الإمام النسائي، من سأل بالله، ح. رقم: 2348، 2/ 43، وأحمد، ح. رقم: 5365، 9/ 266، وأبو داود، ح. رقم: 1672، 1/ 524 و وغيرهم واللفظ للنسائي.

[8]- سورة الإسراء/ من الآية: 24.
[9]- سورة الصافات: 180- 182.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق