مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

أيها السنة..


ويدراوغو إبراهيم موسى


إن مما لا يختلف فيه اثنان بل لا يتناطح فيه كبشان ولن يحتاج إلى إقامة برهان سُنّةَ حَتْميَةِ تَعْقيبِ الافْتِراقِ بعد كل اجتماع مهْما توفرت العدة وطالت المدة فالدوام أمر غير مستطاع؛ إذْ قد جرت سنة لله أن دوام الحال محال وتلك سنة جارية في كل مجال... وإننا  طلبة السنة الرابعة  قد دق طيف التفرق  رسول السنة  بابَ كلٍّ منا وعلا صداه أجواءنا تنبئنا بقرب موعد تطبيق السُنّة الجارية فينا وأوان هبوط ما لا بدَّ منه علينا فقلنا له سمعا وطاعة إنا تحت لوائك سائرون وبالقدر صابرون، وللتفرقة على رغم الأنوف مستعدون، ولكن لابدّ لك  أيها السنة من الانقياد لشروطنا والاحترام لمشاعرنا؛ فإننا سنفترق نزولاً لحكمك الحتمي لكن افتراق في حدود الأجساد وتجديد عقد اجتماع في حق الأرواح؛ إذْ ليس النقش على الأحجار كالكتابة على الألواح...ففي الحقيقة  يا أيها السنة  يستحيل الفراق في حق قلوب متآلفة في ساحة الأخوة الإسلامية وفي ميدان التعارف الإيمانية.
إنه لنسيج أخوي متين لن يبلى إلى الأبد ولن يتأثر بصدأ طول الأمد... بديهي أن
لكل شيء في الحياة موعدا يبدأ به وحدا يقف عنده سوى اجتماعنا هذا فإن له موعدا ابتدأ به ولن يكون له حد يقف عنده؛ فلا شك أننا لن ننسى كل أخ أو صديق جمعنا به الأقدار في رحاب هذا القطر من الأقطار فذكر بعضنا سيبقى في قلوب بعض مهما تباعدت الأمصار وتعاقبت الأعصار لأنه محفورة في الذاكرة ومدخورة في الذهنية مكتوبة بمداد الذهب ومأمونة من يد النهب... إننا خلال ما لا يقل عن نصف عقد من فترة زمنية عشناها في كنف كليتنا الحبيبة كنا خير مثال لمعني الاندماج الثقافي، والتبادل المعرفي، والتعارف الإيجابي، والتعايش السلمي، والتكاتف الإنساني... .
فإذا كانت الحياة مدرسة يستقي العاقل من مرور لحظاﺗﻬا السريعة عبرا ودروسا يستعين ﺑﻬا في بناء مستقبله وتوجيه قافلته فإن الحس النقي والوعي الذكي يصنفان هذه البيئة العلمية العريقة في قائمة أعظم منابع الخيرات والخبرات... كيف لا يكون ذلك كذلك وهي مجمع ثقافات متنوعة وتقاليد وعادات مختلفة وجنسيات متباينة تندفع نحوها سنويا من شتى القارات لكنها تتنعم في رحاب رابطة الإيمان برب البريات....
وفي ﻧﻬاية المطاف وخاتمة الألطاف أودُّ أن أنبه كل الإخوان في هذا المكان إلى أن  ((التعارف قوة دافعة للخير وحل النزاعات ))... فلنحافظ عليها عند افتراق الأجساد في خزانة القلوب كي نعزز ﺑﻬا جسر التكاتف والتماسك لبناء قوة دافعة ندفع ﺑﻬا عجلة تقدم الأمة الإسلامية، وازدهار الحضارة الإنسانية....
أما أنت  أيها السنة المحترمة  فإننا نعلن التمرد عليك وعلى قوانينك لأننا سنبقى
جنبا إلى جنبٍ ما دام التعايش اختيار لذوي العقول، بل مادامت السموات والأرض ساريات للمفعول؛ لأننا اجتمعنا في رضا لله مؤلف القلوب من بفضله نلنا المطلوب...
أما أنتم يا إخوة الدفعة وزمرة المودة وخلاصة الأخوة فإلى لقاء قريب في قاعات صنع القرارات الدولية أو في جنات رب البريات العالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق