مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

الاستفادة من هندسة البرمجيات في وضع خطة الحياة

  نور الفتحية عزتي عفيفة


  

إذا تعلّمتَ قطرة من قطرات علم الحاسوب أو علم هندسيّة البرمجيّات سوف تعثر على  ما يسمّى بالنموذج الشّلال أو التدفقي waterfall model في المصطلح الإنجليزي.
ولا بدّ أنّ هذا المصطلح معروف عند الدّارسين والمتخصصين في هذا اﻟﻤﺠال
المستحدث لأنّه عنصر من عناصره. والنموذج التدفقي يتكوّن من مراحل عديدة وهي:
planning phase ١.  مرحلة التخطيط
analysis phase ٢ . مرحلة التحليل
design phase  ٣. مرحلة التصميم
implementation phase  ٤. مرحلة التنفيذ
testing phase  ٥. مرحلة الاختبار
maintenance phase  ٦. مرحلة الصيانة
  كل هذه المراحل مهمّة جدّاً لضمان نجاح عمليّة إنتاج وبناء وصناعة أي نوع من  الأجهزة والآلات باستخدام الطريقة الهندسيّة الصحيحة.
  ما أريد أن أركّز عليه هو: أنّ حياة الإنسان كذلك. لقد مررنا بمراحل الحياة التي تسبق سن الرشد والنضج والكمال.  كان لزاما علينا أن نعتمد على أنفسنا اعتمادا ذاتيا بدون مساعدة الكبار.
والإنسان حينما يتقدّم في السن ينبغي له أن يركّز في كل جوانب حياته بطرق شتّى ومنها استخدام هذا النموذج التدفقي . هذا النموذج التدفقي يعلمنا جميعا -دون استثناء- كيف تكون عملية البناء والانتاج الناجح في الحياة.
أوّل شيء أمامنا المغزى.  ولنيل النجاح وتحقيق أهدافنا، من المستحسن البدء  بالخطوات التي يعبّر عنها النموذج التدفقي
وهي:مرحلة التخطيط: الإنسان يقوم بالتخطيط في كل حال ووقت لما يريد أن يفعله اليوم وغدا والأسبوع، وبعد سنتين وإلى آخره. إن التخطيط يساعدنا على أن نرى بوضوح كيف سيكون شكل الحياة.  -مرتباً أو العكس- كأنّه يصعد فوق المبنى الرفيع ويدقق النظر من فوق السقف كل ما يجري أو يسيل أو يمشي على سطح الأرض.
وكأنه الكاميرا التي تلاحظ وتمعن نظرها في شيء ما تصوّره حتّى تلتقط صورة ممتازة.
فإذا رأى من خلال إمعان نظره في كل جوانب تخطيطه أنّ هناك عللاً وخللاً، فيقوم بمعالجتها وتعديلها وإلاّ فيبدأ ويستمر في تنفيذه. هذه المرحلة ستعلّمه كيف يصحّح ويصلح النواقص في بعض الأمور التي خططها مسبقاً. هنا ينبغي له أن يراجع خطّته مراراً وتكراراً قبل أن يتقدّم إلى الخطوة التالية لأنّ أي خطأ أو نقصان في عمليّة  برمجة حياته قد يؤثر سلباً في غايته الرئيسيّة.هنا، الوقت المناسب والفرصة الذهبية
للاصلاح والمقارنة والموازنة باستخدام العقل مع الأخذ بآراء الآخرين.
ثمّ إذا ما تمت المرحلة الثانية فدخوله إلى مرحلة التصميم ليس صعبا بين يديه أدوات مزخرفة لتزيين حياته بالشكل الذي يريد وفق ما خططه سابقا .ثمّ بعد ذلك يبدأ  بالتدرج في التنفيذ والتطبيق حتى يعرف قدرته ويتقدّم إلى الأمام.
علمنا أنّ الحياة لا تبنى من وجهات النظر فحسب. والتطبيق أصعب منها.فمرحلة  الاختبار ، هي عبارة عن ذروة الحياة حيث نطبقها فعلاً بالتجارب اليوميّة. أفضل الشيء لأننا نتعلمّ - try and error - في الاختبار هو إعادة المحاولة من الأخطاء ولا نكررها.
المرحلة الأخيرة هي مرحلة النتيجة بعدما طبقنا كل ما خططنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق