مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

من مفاتيح النجاح الدراسي

  
          إن الهدف السامي الذي يسعى تحقيقه كلّ طالب جامعي هو النجاح الدراسي. وإن كلمة النجاح كثيرا ما يتلجلج ذكرها بين الأوساط الطلابية وفي أروقة الجامعات والكليات، كما أنها غالبا ما نسمعها وهي مقترنة ومرتبطة بمفردة أخرى من المفردات المتبادلة في الحرم الجامعي وهي التوفيق، نسأل الله أن يوفقنا جميعا.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما المقصود بالنجاح الدراسي، وما هي الأساليب والإجراءات السلوكيات التي تساعد على تحقيق هذا النجاح؟
هذه التساؤلات وغيرها هي ما نحن بصدد البحث عن إجابات مقنعة لها وذلك خلال هذه المحاولات البسيطة المتواضعة.
ما هو النجاح؟

لعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة النجاح هو وصول الشخص إلى الهدف الذي يَصبُو إليه، إذن يمكن تعريف النجاح بأنه تحقيق الأهداف التي حددها الشخص لنفسه.
وبناء على ذلك يُقصد بالنجاح الدراسي تحقيق الطالب لما يشتاق إليه في دراسته من شهادات أو مستوى معرفي أو إجازة أو درجة علمية معينة.
والنجاح مرتبط ارتباطا وثيقا بالهدف؛ ذلك أنه لا نجاح إلا بوجود هدف، وإلا كيف نعرف أن فلانا نجح في شيء ما أو فشل فيه..؟ والنجاح شيء نسبي مثل الإنجاز: فقد يحقق منتخب ما في كرة القدم إنجازا في بطولة ما، في حين لا يعتبر هذا الإنجازَ عظيما أو جسيما إذا ما حققه منتخب آخر، فهذا سند حيّ على أن النجاح شيء نسبيّ.
إذا عرفنا النجاح الدراسي فما هي إذن الأساليب والمفاتيح التي تساعد على ذلك؟
أولا: تحديد الهدف :
الدافع الأساسي لأي تحرك بشري هو وجود هدف يسعى لتحقيقه،ٍ سأعطيكم مثالا: فالسياسي يتنقّل أثناء الحملات الانتخابية من منطقة لأخرى وبين الأقاليم والمحافظات والدوائر وهدفه الأساسي هو كسب أصوات الناخبين، والمدرس يتعب في تحضير الدرس في المنزل ويسهر على تصحيح الواجبات والامتحانات لكي يخرج من بين طلابه قادة وأطباء ومهندسون في المستقبل البعيد أو القريب. والشيء نفسه، أنت أيها الطالب تلتزم بحضور المحاضرات، وكتابة البحوث والتقارير وتسجيل الملاحظات من الأستاذ في القاعة، ودفع الرسوم وشراء مستلزمات الدراسة لأنك تريد أن تحقق هدفا معينا في دراستك .فوجود الهدف هو ركيزة النجاح.
ثانيا: عدم تأخير الواجبات عن أوقاتها:   
من العبارات التي نحفظها جميعا مقولة(لا تؤخّر عمل اليوم إلى الغد) ولكن المؤسف هو أن قليلا من يطبّق معناها سواء في حياته اليوميّة أو مسيرته الدراسيّة. فترى هذا الطالب الذي عنده امتحان بعد ثلاثة أيام لا يراجع إلا عشيّة الامتحان أو في يومه ولسان حاله ربما هو (الشيطان)يقول: هناك متّسع من الوقت للمراجعة، بقي ثلاثة أيام، لعلّك على صواب، لكن ما أدراك أنك لا تكون مشغولا خلال الأيام التالية بأشياء أخرى. فلنحذر من التسويف لأننا لا نقدر على انتهاء أجل الله، ولنحذر أيضا التماطل والتحايل ومهما بدا لنا صعب ومعقّد في العمل. فالبداية في العمل تعني الانتهاء منه.
ثالثا: لا تغب عن أيّ محاضرة ولا تتأخر عنها:
 الحضور والتواجد في المحاضرات مهم جدا حيث إن نسبة جسيمة من المعلومات التي يقولها الأستاذ في القاعة قد لا توجد في الكتاب المقرر، والطالب الذي لا يحضر المحاضرات  وينتظر قرب موعد الامتحان ليتصفح الكتاب المقرر لا يستفيد كثيرا من المادة، كما أن عدم التغيب يساعد على اجتياز الامتحانات بعلامات ممتازة رائعة فكم يردّد الأستاذ :هذه النقطة مهمة في الامتحان، ركّز على الفصل الفلاني ،أسلوبي في وضع الأسئلة هكذا، ممكن أن يأتي السؤال على النحو التالي...إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة باجتياز الامتحان بنجاح.

رابعا: كن معترفا بالخطأ والفشل:
 يقول أحد الفلاسفة عندما سئل ما النجاح ؟ فقال: هي مجموعة من الفشل، فلا تتمادى في الخطأ رغم وضوحه، وما أشدَّ حاجتَنا إلى نصيحة ذلك الحكيم حيث قال:(لو أنّني أبني جبلا، ثم هجرت عملي قبل أن أضع الحجر الأخير في قمّته لعدَدت نفسي فاشلا)، وكن صابرا في جميع أعمالك لأن الصبرَ والجلدَ  والثَباتَ من مرتكزات النجاح، وهو أيضا مفتاح الفرج، ولأن قوّةَ الجلد والصبر كثيرا ما تُفضي إلى النُبوغ والعبقريّة، ولأنّها تُكسب الفردَ سعةً ونموًّا وعمقا، و إن هذه البحوثَ الشائقةَ الدقيقةَ التّي بين أيدينا هي من انتاج قوّة الصبر.
سادسا: مارس الرياضة بانتظام:
يقول أفلاطون(العقل السليم في الجسم السليم)
وممارسة الرياضة تفتح الذهن، وتنسى الهموم والآلام النفسية وتقوّى الروابط الاجتماعية بين الزملاء، وهي المادة التي تبني الجسمَ ، وتُجدّد النّشاطَ، وتُنشّط العقلَ، سواء أكان كرة القدم أو الطائرة أو  الطاولة ، أو رياضة المشي وغيرها، ولا فرق بين الرجال والنساء ولا بين الكبير والصغير .
سابعا: نَم مبكرا واستيقظ مبكرا:
وتجنّب السَّهر في غير فائدة وقد سَهرت مرّات ومازلت أسهر وما رأيت في السَهَر منفعة سوى تأخير صلاة الفجر عن وقتها والتأخّر عن موعد المحاضرة والكسل أثناء النهار. ويؤكد كثير من الخبراء أن وقت السَّحَر وبعد صلاة الفجر مناسب جدا للحفظ فلا  تفوت هذه الفرصة عند المذاكرة للامتحان.
ثامنا: كن مرتّبا ونظيفا:
رتّب غرفة نومك فلا تترك الكتب والملابس مبعثَرة، رتّب كتبك على الطاولة المخصصة لها وملابسك داخل الدولاب وأحذيتك فوق الرفوف، ولا تترك القمامة والنفايات تحتل حيزا من حُجرَتك، تخلّص من الأوراق التي لا تحتاج إليها، وضع الكتب التي تستخدمها كثيرا في مكان معين وكتب الفصول السابقة في مكان آخر، كن هنداما في مكانك أي نظيفا في بدنك ومَلابسك.
تاسعا: طوّر نفسك ذاتيا:
بمطالعة الكتب الخارجية وحضور الندوات والمحاضرات والمشاركة في المسابقات الثقافية، بعض الناس يتقاعسون و يُهمّشون تلك المسابقات بدعوى أنهم لا يعرفون، والحقيقة أن المسابقات-في أيّ مستوى- هدفها الأساسي تثقيف المشاركين.
عاشرا: اهتم بقراءات الكتب والمقالات التي تتحدث عن النجاح الدراسي حاول تطبيق كل ما قرأته من نصائح وتوجيهات في هذا المجال فسترى النتائج بسرعة، ومن الكتب والمقالات التي سأعرض لكم لكي تقرؤوها، وذلك لما فيها من معلومات قيّمة ومفيدة 
حادية عشر والأخيرة: كن إيجابيّا:
شارك في الأنشطة الطلابية المختلفة سواء في السكن أو الجامعة أو الاتحاد، شارك في اللجان في اتحادك، وكن إيجابيا في المشاركة في جميع أنشطة الاتحاد ولا تتهرب من تحمّل أي مسئولية في الاتحاد فرئاسة الاتحاد ليست رئاسة دولة، والأمين العام للاتحاد الطلابي ليس الأمين العام للأمم المتحدة، ومسئول الرياضة ليس رئيسا للفيفا، وأمين الصندوق ليس وزيرا للخزانة الأمريكية، ونشر مقال في مجلة(المستقبل)ليس كتابة مقال في موقع الجزيرة أوبي بي سي أو نيويورك تايمز. لا أقصد في هذا الكلام أن أقلّل من شأن رئاسة الاتحادات أو أستخفّ بدور مسئول الرياضة، أو أقلّل من مستوى المقالات المنشورة في المجلة ،كلما أريده هو أن المشاركة الإيجابية في الأنشطة الطلابية إنما هو تعلم وتدرب على تحمّل مسئوليات جسام في المستقبل القريب أو البعيد بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية من تقوية الروابط وتوطيد العلاقات.
وإذا نظرنا نظرة فاحصة تلاحظون أنني خرجت كثيرا من الموضوع وذلك لبيان أن النجاح الدراسي ليس فقط النجاح في الدراسة بل يجب على الطالب أن يكون متميزا في كل مجال، وننبّهكم جميعا أن هذه النقاط التي ذكرناها سالفا لا تتحقق أبدا إلا بوجود الأدب، وإلا سيكون العلم هباء غبارا منبثّا متطايرا في الجوّ، وهذا الذي تطرّق إليه أحد شيوخ الإسلام حيث يقول في قصيدة من قصائده:
العلم لا بكثرة الرواية                    بل إنه النور مع الدراية
فكثرة العلم بغير أدب                    جالبة إلى الأذى والتعب.

بقلم الطالب: شيخ غي - سنغالي

المرحلة: التمهيدية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق