مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

أيّام الجنون



قال لي خليلي الذي لم ألتق معه مذ عشرة أيام ، أين كنت في هذه الأيام يا ابن أمي ؟ فأجبته بلا دهشة ألا تدري بأن هذه الأيام تسمى أيام الجنون ، قال : لا، قلت له أحسن لك ألا تدري ، فقال لي أريد أن أعرف، قلت له به..! به..!
عليك أولا أن تعفو وتصفح لجميع زملائك في هذه الأيام ـ أيام تصير السماء أرضا والأرض  سماء  فيها ، أيام تتغيّر ألوان الورى فيها ، أيام هؤلاء يسعون إلى بيت الله ، وهؤلاء يهجرونه ـ لأنّهم يزعمون أن الأوقات في هذه الأيام ثمينة كلؤلؤ، الآن ولقد كنت وكنت ، وصدق القائل : هي الأيام والعبر... وأمر الله ينتظر .
يا ترى أتدري لم كل هذه التغيّرات والعجائب في هذه الأيام ؛ لأننا قلبنا مفهوم التعليم والامتحان ، كيف ذلك ؟ يا صديق لا تسأم اصطبر وتابعني وأقسم إن تابعتني لتصدقنّ قولي .
 الأصل الأصيل في الامتحان هو وسيلة لا غاية، وأنت تعلم البون الذي بين هذا وذاك، أعود وأقول لك  : وسيلة تعتمد عليها للانتقال من مرحلة إلى أخرى أليس كذلك ؟ لكن الآن فُهم أنه ـ أعني الامتحان ـ غاية لا وسيلة  من أجل ذلك نعيش معلّقة بآخر السنة ، فُم لا يقف الأمر عند هذا الشاطئ، ما دام الامتحان غاية فالنجاح غاية الغايات، وما دمنا أعظمنا الامتحان أكثر مما يليق فلا بدّ أن نرى أعجب العجائب منها:
 ظاهرة الغش ـ وما أدراك ما الغش ـ والحلّ في هذه الظاهرة أن نجعل الامتحان وسيلة لا غاية  مع عرفان بأنه شرّ لا بدّ منه ولا مفرّ ، ونكون على يقظة بأن العلم والشهادة كالدنيا والآخرة . وأرجو للجميع التفوّقَ في هذه الأيام القلائل وفي دار البقاء .
  علي تابصوبا/ بوكينابي الجنسية
السنة/ الرابعة كلية    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق