مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

قضية العدد: ما بعد الشهادة..

 لكل رامٍ هدف يسعى لإصابته، ولكل مسافر أرض يبغي الوصول إليها، ومن هنا تأتي الدراسة الأكاديمية لتضع نصب أعيننا أهدافا نسعى لتحقيقها، مصحوبة بعقبة لا بد من تجاوزها. إن هذه العملية تحاكي نظام الحياة، فلا بد من ترويض النفس والعقل والفكر ليسلك اتجاها معينا، ومن ثم يأتي التقويم ليتبين هل تحقق هذا الهدف..؟ ولكن ماذا بعد أن يتجاوز الإنسان العقبة، ما هي الخطوات التالية بعد النجاح في امتحان السنة الأخيرة؟
هناك بالتأكيد عدة أسئلة تدور في خلد كل من تجاوز هذه الدائرة؛ فأمامه عدة دوائر متنوعة تختلف باختلاف الاتجاهات والتصورات والاهتمامات لكل فرد من الذين نجحوا في امتحان الشهادة الجامعية، أو خطو خطوة في سلم التعليم العالي.. ومن أشهرها، المواصلة في الدراسة، البحث عن عمل ومن ثم مواصلة الدراسة.. الاكتفاء بالشهادة الجامعية، والبحث عن فرص عمل.... ومع هذه الخيارات هناك خيار شامل لكل من لم يبدأ في الحياة الاجتماعية وتأسيس أسرة.. فهذا خيار بارز وضمن كل الخيارات.. إلا أن لكل إنسان  موقفه ونظرته للموضوع، فالزواج سنة إنسانية لا نقاش فيها.
إلا أننا في هذه الفترة من السّير في الحياة، ينبغي أن نقف مع أنفسنا لنرى ما هو الأهم، وما هو الأصلح ليكون ضمن الأولويات. فليس من الضروري أن تواصل في الدراسة، وليس من الضروري أن تبحث عن عمل، بل الخيار يعود إلى عقلك ليختار ما هو أنسب لك في هذه اللحظة، وماذا تحتاجه بالفعل. فعليك أن تكون أكثر دقة في خياراتك، فمستقبلك مرهون بين تفكيرك وواقعك. فقد يكون العمل في أمس الحاجة إليك، ومن ثم المواصلة في التعلُّم، أو أن المواصلة في الدراسة هي الأولى لأنها الفرصة الأخيرة التي أمامك؛ وأنك تملك قدرات ذهنية عالية ينبغي أن توظف في الاستمرار في المجال الأكاديمي لتقدم بحوثا قيمة تستفيد منها وتفيد بها المجتمع، أو أنك غير مستعد لتقدم للمجتمع بحوثا علمية نافعة فتكتفي بما تحصلت عليه من معارف وتنخرط في الخدمة الاجتماعية، وتخدم مجتمعك، وتكتسب خبرات في مجال العمل النافع. أو تخوض في عمل حر يجر أرباحا ومكاسب مالية وتسهم في تطوير اقتصاد مجتمعك.... ومع كل هذه الخيارات وغيرها فلا ننسى أننا دعاة إلى الله، بأحوالنا وأفعالنا وأقوالنا.. فلنظهر ذلك حيث كنا، فالمسلم مهما كان مقامه ومستواه، عليه أن يكون ملتزما بما علِم، وداعيا له بفعله قبل قوله.. وبالمناسبة، فنحن خريجو كلية الدعوة الإسلامية. علينا أن نمثل هذا الاسم حيثما كنا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق