مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

كيف نحقّق أحلامنا؟


إعداد: نور الفتحية عزتي عفيفة/ماليزية، السنة الثانية



أخي العزيز أختي العزيزة، هل حلمت مرّة في حياتك بشيء جميل؟ إذا كانت الإجابة نعم فهل حققت أو حاولت أن تحققه؟ وإذا كانت لا، فما أحلامك في حياتك؟
           هل رأيت الأشياء التي حلمت بها مستحيلاً أن نحققها؟ لا بدّ أن لكلّ إنسان طموحات عديدة جليلة يتمنىّ أن يحققها و يخطّط لها ويسعى إليها، ولكنّ - و للأسف الشديد- الخوف وعدم الثقة بالنفس والتشاؤم والإهمال وضعف العزيمة... كلّ هذه تجعل سبيل بعضنا إلى هذه الطموحات مضطربة معوجة. فما أقبح حياة إنسان يتمّ بهذه الصفات وأشنأها وأفظعها!
كنت أحلم أنني سأطير في كل عالم وأحياناً أشعر أنني لم أتمكن من ذلك لما فيّ من الشعور بالضعف وعدم الثقة بالنفس والإقلال. وأرى أنّ ذلك مستحيل نيله إلاّ بالجهد وتضحية النفس، فأقول لنفسي: " أيّتها النفس! لا تحلمي فأنت لا تستطيعين أن تحقّقي تلك الطموحات الكبيرة."
  وفجأةً جاءني سيّد التفاؤل ورسول الحماسة وباعث الثقة في النفس وقال لنفسي: "كوني قويّة بطلة واعزمي على ما تريدين فعله فتحرّكي وابذلي جهداً وابحثي عن الحلول." فليس هناك شيء يستحيل تحقيقه إذا سلكت مسالكه.
قال الشاعر:
 ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها # إنّ السفينة لا تجري على اليــبــــس
  وبعد هذا وجدت أنّي قادرة على تحقيق كل طموح يخطر ببالي واحلم به. إذن، أيها العزيز، احلم بأهدافك الجميلة، وطموحاتك الغالية، وآمالك الثمينة، واسلك مسالك تحقيقها ولا تخف، فهي تساعدك على بناء حياة مقبلة ممتعة، ومستقبل زاهر، وتساعدك على إصلاح الحياة الماضية.
  وهناك بعض الطرق والوسائل المساعدة على تحقيق الأهداف والآمال:
أولاً: إذا حلمت بشيء جميل فلا تكتبه على التراب فتزيله الرياح أو يمسحه الماء، وانحته نحتاً قوياً في قلبك كالنقش في الحجر ثم اطلب وسائله وتوكّل على الرّبّ القدير.قال تعالى: { فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين } .
ثانياً: اكتب-بلا تردد أو شكوك- أحلامك وآمالك على ورقة نظيفة بيضاء كتابة واضحة مفهومة وبخط جميل ثمّ لصقها على جدار غرفتك المربّع أو على سطح باب دولابك أو في ملفّك الخاص أو أي مكان يمكنك تذكّرها ورؤيتها ممّا يشجّعك أكثر على تحقيق الهدف.
  ثالثاً: اقسم طموحاتك إلى قسمين: قسم يراد تحقيقه لفترة قصيرة وآخر لفترة طويلة. فالأول أنّك تريد أن تكون من الممتازين في دراستك في امتحان الدور الأول ومن المتفوّقين في التّزوّد بالعلم. والآخر أن تريد بناء شركات تجارية أو مدارس تعليمية أو مستشفيات أو إنشاء جمعية خيرية...ولا تنس أن الوسيلة المثلى إلى الهدف- أيّا كانت فترته- هو الجهد والعزم والصبر والمثابرة والسهر، فإنه يقال: بثلاثة يصنع المستحيل: القدرة والإرادة والثبات (العزم). وقال الشاعر:
بقدر الكدّ تكتســـب الــمعالي # ومن طلب العلى ســــــهر الليالي
وقال آخر:
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة # فهـــــــيئ له صبراً وأوسع له صدراً
فإن تصاريف الزمان عجيبة  # فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
  رابعاً: نظّم أوقاتك واقتصادك فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وخصّص لكلّ عمل ومهمّة الوقت والمكان. فضحّ بنفسك اليوم بالجدّ والتّعب لتستريح وتفرح في الغد، فمن يعمل تحت الشمس يأكل تحت الظّلّ.
  خامساً: إنّ كلّ ما سبق ذكره من الأسباب المساعدة على تحقيق الآمال لا يتمّ إلاّ إذا كان مقترناً بالإيمان بالله – سبحانه وتعالى- والدّعوة له والتّقوى والتوكل عليه والعمل الصالح وعدم اليأس من رحمة الله تعالى ونعمه. فلا تدع اليأس سبيلاً إلى نفسك. قال الله تعالى: { والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتوصوا بالصبر }. وقال أيضاً: { إن الله يحب المتوكلين }. ومن قوله أيضاً في كتابه المقدّس: { إنّه لا ييأس عن روح الله إلاّ القوم الكافرون }. قال الشاعر:
فلا تيأسْ واستغن بالله إنّه # إذا الله سنّى حلّ عقد تيسّرا
وقال آخر:
وكلّ شديدة نزلت بحيّ # سيأتي بعد شدّتها رخاء.
"أيهذا الشاكي وما بك داء # كن جميلا ترى الوجود جميلا"
?????

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق