مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

العلم في عصر الشهادات


إبراهيم محمد/نيجيريا


العلم نور يضيء ظلام العقول، ويفتح آفاق الكون أمام الإنسان الذي وصفه الخالق بأنه كان ظلوما جهولا. ما أجهلك أيها الإنسان! وما أظلمك لنفسك عندما لا تهتدي لما أنار الله لك من طرق إلى معرفته، وإلى تجاوز العقبات المختلفة التي فرضتها عليك طبيعتك الكثيفة التي حجبت عنك الكثير! حاول أن تبحث عن النور، وأن تبحث عن الكيانات الشفافة التي تعينك على كشف ما وراء الستار.. إنك إن لم تستطع أن تتجاوز ستار الجهل ستبقى أسير الأوهام والخيالات، والخرافات. كيف تكون عالما..؟
الجواب بكل وضوح إنك قد خطوت خطوات في هذا الميدان، وقضيت من عمرك سنوات بين الفصول، ومرّرت بصرَك على العديد من الأسطر، وتصفحت الجم الغفير من الكتب.. و، و.. لكن الأهم من ذلك هل أدركت أنك تحمل شيئا ما يختلف عن غيرك؟ وهل تشعر بأنك مسؤول في منتماك لتساعد من لم يجدوا مثل فرصتك من كسبك العلوم والمعارف التي تساعد في تيسير سبل الحياة، وبناء وتطوير البيئة الاجتماعية؟
إن تكوينك لنفسك علميا ومعرفيا، وسعيك من إصلاح نفسك وبناء قدراتك ومواهبك يعتبر مهمة منوطة بعاتقك، فتفكيرك ينطلق من خصائصك التي تتميز بها، ومع هذا فإنه قابل ليتطور ويتحسن إلى الأفضل.. كيف يتم ذلك؟
إن الإنسان معد بقدرات واستعدادات فطرية ليتلقى بها معرفة الأشياء، والعلم مرتبط بالأشياء في اتصالاتها وانفصالاتها، وما يجمعها وما يفرقها، أو بمعنى آخر: معرفة العناصر المكونة للوجود، ومعرفة العلاقة بين هذه العناصر، وأين تجتمع وأين تفترق. ومن هنا نشير إلى حقيقة أن الكون كلية تتجزأ إلى جزيئات، تجتمع بعضها وتنسجم، وتتنافر بعضها وتفترق، وبكل ذلك فهي تؤدي مهمة واحدة، تحت سلطان واحد، وآمر واحد؛ إنه الخالق سبحانه وتعالى. لذلك قال القائل:
وفي كل شيء له آية  تدل على أنه واحد
من هنا الغاية الصحيحة السليمة من العلم هي التقرب من الله أكثر وأكثر بزيادة معرفته من خلاله زيادة علمنا بالأشياء. فلا نجعل أكبر همنا هو الحصول على شهادة أو كشف درجات لا تعبر إلا عن جهد مبذول في ساعات معينة؛ كل ما فيه لا يتجاوز ما تمكنا من تدوينه في سويعات في قاعة الامتحانات..
لكن عندما نجعل الهدف هو العلم الذي يقربنا من الله ويحققنا بالعبودية الكاملة والخشية التامة من الله، لأنه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28] سنجد أننا قد ربحنا في الدارين. فلنبذل الجهد، ونضع نصب أعيننا هذا الهدف، وستأتي الشهادات والإجازات العلمية، والصفات الأكاديمية منقادة طائعة.. وسيكون علمنا نورا يضيء لنا ظلمات الدنيا، ويعلو بنا في درجات الآخرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق