مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

هل أنت قوّالا.. أم فعّالا؟


إعداد: نور الفتحيّة عزّتي عفيفة، ماليزيّة
الثّالثة كلّيّة، اللّغة العربيّة وآدابها


هناك أشياء كثيرة نقولها ونتكلم بها أمام الناس، إما في حوارنا اليومي أو في المناقشات العلمية، أو في مقالاتنا ومدوناتنا، أو في صفحاتنا الشخصية الخاصة مثل: blog  أو في facebook  أو في مكان ما. ولكننا لم نطبقها ولم نحاول أن نمارسها في حياتنا اليومية.
قال الله تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]
المرض الشديد والسرطان الخطير عند الأمة الإسلامية في يومنا الحاضر هو أن أكثريتنا نقول ولا نفعل، كثير منا بطلا وفحلا في ميدان الجدل، إما طالب علم أو معلم، أو شيخ أو مفتي أو غيرهم.
إبّان الجدل يستدلون بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، ولكن... للأسف الشديد، بعدما يكملوا الحوار، وينهوا الجدل أمام الآخرين يرجعون إلى السرير وينامون ويتمتعون بالمنام، ويواصلون في شرب القهوة، ويدخنون، ويفرحون بالترفيه الدنيوي المادي والمعنوي.
يوم بعد يوم المشاكل عند الأمة الإسلامية صارت خطيرة، وتحتاج إلى المعالجة، ولكن الحياة لا زالت لم تتغير وباقية كما هي، أو كما كانت. وكل الأدلة والأفكار التي استدل بها هؤلاء من جماعة المسلمين والأشخاص المتميزين تبقى مجرد حوار، وتطير على الهواء، ولا أحد يحاول أن يطبيقها.
على سبيل المثال: سين من الناس يقول: المسلمون عليهم أن يطوروا أنفسهم في مجال ما، إما اقتصاديا أو صناعيا أو ذهنيا. التخلف عند المسلمين منذ أزمنة طويلة، ليست من أخطاء الشريعة الإسلامية، بل المسلمون أنفسهم.
المسلم يتحدى كل يوم، وأمور المسلمين ومشاكلهم تشتد كل ساعة، ونحن المسلمين علينا أن نبذل جهودنا في تطوير الأمة المحمدية، ولا يكفينا انتظار المعالجة من الحكومات، أو من العلماء، ولا يمكن أن نريح بالنا وعقولنا في التفكير حول مشاكل الأمة، ومستحيل علينا أن ننام على سرير التمتع.
وبعد الغد.. سين من الناس ما زال ينام، وتأتي الفترة المسائية، يشاهد العالم عن طريق القنوات التلفازية، ومن خلال الانترنت، وعبر الجريدة، وينقد ويعلق على كل ما حدث ويحدث في فلسطين وسوريا ومصر وأفريقيا الوسطى والرُّوهينغا ولم يتحرك، ولم يفعل شيئا.
والشين منهم ينام، والصاد يشرب القهوة، وكاف يفتح دكانه في الساعة العاشرة صباحا. فكيف نستطيع أن نعالج أمور الأمة الإسلامية، إذا كانت ما زالت لم تتغير التصرفات عند المسلمين؟!!
أما غير المسلمين فكل يوم يبدءون أعمالهم ويفتحون أسواقهم في الساعة السادسة أو الخامسة بعد الفجر، وليس في الضحى، وهم مشغولون في المكتبة يقرؤون ويبحثون حول أحوال المسلمين، ويحاولون أن يدمروا الثقافة الإسلامية، ويحاولون أن يتركوا الآثار غير الشرعية عند المسلمين، ولكننا.. ماذا سنفعل؟؟؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق