مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

بين السعي والانتظار

إبراهيم محمد محمد/نيجيريا

            

           هكذا نجد أنفسنا وسط مفترق طرق فجأة دون استعداد.. وخصوصا عندما نحلم بالمستقبل الذي نتصور له ملامح معينة، ونتمنى أن نحصل عليه كما هو في واقع تصورنا، دون أن نتصور الواقع، وندرسه دراسة منطقية، ونضع له خطط مناسبة لتحقيق ما نأمله من المستقبل.. ففي كل الأحوال، نبتغي النجاح والسعادة، ولكن كيف نحققهما؟ أهو بالتسرع والتضجر، أم بالتؤدة والصبر، واستعمال المنطق والتفكير السليم؟ فعندما نسعى لنصل إلى هدف معين، ننسى أحيانا ماذا سنواجه، وماذا بعد هذا الهدف، ما هي الخطوات التالية اللازمة التي ينبغي أن نقوم بها عندما نجد أنفسنا عند مفترق طرق، فدائما الرحلة تنتهي إلى بداية جديدة، ذات طرق متنوعة ومتشابكة أحيانا. فإذا لم نتطلع ببصيرتنا إلى هذه الطرق المتنوعة الواقعة أمام أهدافنا يوقعنا في ورطة وتعقيد، ولكن عندما نسير مع لعبة الحياة ذات الخطوط المتشابكة، والكلمات المقطعة، ونلعب لعبة ذهنية عليها، ونحقق الفوز عليها، سنقع في تشبيكاتها، وتتحول مسيرتنا إلى دوامة، وندور حول أنفسنا بعد أن نسقط من لعبة الدوران....

  ولذلك، فأدعوك لتقف معي ومع نفسك، عندما تنتقل من مرحلة إلى مرحلة، ومن محطة إلى محطة... ماذا خططت للسير؟ وماذا فعلت بالحروف التي يعرف بها الفعل المضارع؟ (السين، وسوف، وقد) هل تنتظر القدر الذي يحمل معه الألم والمفاجآت؟ أم تسعى على طريق الحياة دون توقف؟

  الكثير لديه مشاريع مختلفة، من دراسة، وعمل، وبحث، وغير ذلك.. ويتمنى أن يستريح بعد أن يخطو محطة من محطات العمل الشاقة .. ولكن لا يدري أن المشقة هي البقاء دون عمل؟ فالذي في المعهد يتمنى ان يخطو مرحلة إلى الكلية، والذي في الكلية يتمنى أن يأخذ أحد الطرق.. أو أكثر ليتعب أكثر.. إما الدراسات العليا، أو الزواج، أو هما معا.. أو غير ذلك.. هكذا نفكر... ولكن الأهم أن نتخذ السبيل المنطقي الصحيح؛لنصل إلى المحطة دون أن نلتقي بالحيوانات المفترسة، أو قطاع الطرق..?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق