مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

بين الأستاذ والطالب

إبراهيم محمد محمد/نيجيريا

            

الامتحان وسيلة لتقويم الطالب، ومعرفة قدراته المعرفية، ومستوى ذكائه... لكن كيف ينظر الطلاب إلى الامتحان؟ إنه الكابوس الذي يتمنون أن لا يعاودهم في حياتهم، والغول الذي تخيله لهم مخيلتهم عندما يتوجهون إلى النوم. ولكنه رغم المخاوف والحذر، يعيد الكرة تلو الأخرى، ليعطيهم حصاد ما زرعوا: إما شوكا، أو عنبا.. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الامتحان علاقة بين الطالب والأستاذ؟ أم هو علاقة بين عمل ونتيجته؟ وفهمي البسيط يعطيني أن الامتحان علاقة بين كل ما ذكر؛ فالأستاذ هو الذي يعرف مستوى الطلبة الذي يقوم بامتحانهم والمنهج والمقررات التي يدرّسها، وبالتالي فإنه يعرف الأساليب العلمية والتربوية التي يقوم بإجرائها أثناء التعليم والتقويم. ومعروف لدى كل من درس وتعلم صعوبة الموقف، وشدته، فالأستاذ يقوم بدوره معلما ومربيا، والطالب يؤدي دوره متعلما وطالبا، لكن العلاقة قد تسوء عندما يصل الأمر إلى الامتحان، ويشعر الطالب أنه قد واجه صعوبات، أو فهم أن هناك تعجيز وتحد من قبل الأستاذ، أو أن الأستاذ قد قصد رسوبه في مادته، فيبقى طوال حياته كارها لهذا الأستاذ الذي أصبح (عقبة) في نظره، وبالتالي فلا يستفيد منه شيئا طوال بقائه معه، كل ما يفكر فيه هو التخلص من هذه المادة (الإعجازية). وهذا واقع لمسناه في كثير من الطلبة في بعض المواد، حيث وجدنا أن لبعض الأساتذة (سمعة طيبة) وشهرة واسعة في هذا المجال.

لكن في مقابل ذلك، الأستاذ له خبرات عالية، وتجارب طويلة، وهو يسعى لتكوين الأجيال الصالحة النافعة لنفسها ولغيرها، فهو كالأب الذي يحرص على تكوين أبنائه بوسائله الخاصة التي قد لا ترضي أبناءه.

 ومن هنا نحتاج إلى إعادة النظر في العلاقة ما بين الأستاذ والطالب، لينتفع الأخير بخبرات وتجارب الأول، دون أن يحول (الامتحان) بينهما. وأن يحاول الأستاذ في نيل ثقة طلابه وحبهم، وأن لا تكون العلاقة علاقة عمل وامتحان، ولكنها علاقة ودية مستمرة طول الحياة....

هذه دعوة إلى أساتذة المستقبل الذين يتولون مهمة تعليم الناس الخير، وبناء المجتمعات النافعة الصالحة.. ودعوة لكل أستاذ وطالب... فالامتحان هو قيمة ما يدركه الشخص. والأستاذ قيمة ما يملكه المجتمع.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق