مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

إنها رحلة ممتعة للغاية !!


بقلم الطالب: امباي تيام- سنغالي الجنسية، السّنة الثالثة


إن فطرة الإنسان التي فطره الله عليها ـ ولا تبديل لخلق الله ـ تشير بوضوح إلى أن الإنسان منذ وجوده على الكرة الأرضية محبّ للتنقل والرحلة جبليّا ، وأنه ما زال يحاول اكتشاف هذا الحيّز الوجودي  بغية سقاية عطشه العلميّ، وتسخير هذا العالم، ومعرفة الجديد من خلق الطبيعة والبشر والمعالم الشهيرة، والمتاحف التاريخية الرسمية رغم الأظرفة الزمكانية.
 فبناء على ذلك، لقد عقدت إدارة كلية الدعوة الإسلاميّة العالميّة المركزية بطرابلس رحلة علميّة وثقافيّة لطلابها الجدد والمكتب التنفيذي للاتحاد العام للسنة المنصرمة  إلى مدينة صبراته العريقة تكريما لهم ، يوم الخميس، الموافق: 26/أبريل/2014م.
 ففي غرّة هذه الصبيحة التي زانتها وجنات الطلبة الملثّمة بالغبطة والامتنان، حيث اجتمعوا أمام مطيّات القوافل الناقلة. وفي قبيل شروق الضحوة مع شروق شخصيات الإداريين انطلقنا معهم إلى مدينة صبراته الأثرية والقوافل في صورة  تشبه حملة النمل في فصل الربيع.
وفي غضون ساعة وصلنا إليها، وبعد لحظة توزع الطلبة في دوائر مشكّلة وكأنهم إخوة عشرة وهم وقتئذ عشرة، يتناولون الفطور في منتزه أفيح أخضر لونه يسرّ الناظرين، ومن ثمّ دخلوا المدينة في حين بهرة مشمرين إلى زيارة المتاحف التاريخية والتجليات الثقافية  القديمة المعمارية، ومشكّلين في فصائل زميليّة متضوعين بالرائحة المعلوماتية، يتساءلون بين فينة وأخرى تعجبا لا غير.

  
لمحة تاريخية عن صبراته
        فإذا أردنا أن نقدم لمحة تاريخية عن هوية مدينةصبراته الأثرية نقول:
إنّها تقع على بعد 67 كم غرب العاصمة طرابلس على ساحل البحر المتوسط، أسسها الفينيقيون في القرن السادس قبل الميلاد. وقد عثر على العديد من المقابر الفينيقية . وكلمة "صبراتة" تعني سوق الحبوب، وكانت في تلك الحقيبة الزمنية تعتبر إحدى المحطات والموانئ التجارية الهامة وأنشطها في أفريقيا السمراء.
وقد حكمها الرومان قبل الميلاد ، وأنشأوا فيها عدة مبان ومن أبرزها الفورم ـ الميدان العام ـ والمعابد والمسرح، وساحة القضاء والحمامات العامة التي لا تفوت عين زائرها. ثم جاء بعدهم الاحتلال الواندالي في القرن الأول الميلادي وكان احتلالهم وحشيا دمر الكثير من المباني الأثرية . ثم العهد البيزنطي في بداية القرن الرابع الميلادي أضيف للمدينة السور الخارجي وعدة من الكنائس، احتوت على فسيفساء رائعة موجودة إلى الآن، واستمر الحكم البيزنطي للمدينة إلى أن جاء الفتح الإسلامي عام 22 هجري. في عهد عمر بن العاص.
 فهذه النبذة التاريخية كانت ـ لابد ـ ذكرها من باب تعريف المدينة وما تلتها من احتلالات وحضارات متباينة ومتكاملة في آن واحد على درج تاريخ المدينة تأكيدا بتحليتها الوسامة الأسبقية على مستوى العالم القديم.

 وعلاوة على ذلك ، لقد حاولنا في نهاية الزيارات الاستماع لثلة  من الطلبة للتعبير عن كنه شعورهم بهذه الرحلة العلمية، ولإعادة الحكاية الماضية نقدم لكم بعض الكلمات الصادرة عن الطلبة.
كلمة رئيس الاتحاد السابق إبراهيم محمد عبر فيها عن شعوره في الرحلة:
”إنّ هذه الآثار تبيّن لنا مدى تقدم الأمم السابقة العملاق بدليل ما رأيناه من مبان عالية،بنيت على أساس علوم هندسيّة أحرزتها المدينة رغم غياب الآليات الكافية، فقد استطاعوا إنجاز ما يكفي من العجائب إلى الأبد، ولكن مع ذلك الله هو القوي والدائم في هذا الكون. ونحمد الله على ما منّ لنا بزيارة هذه المدينة الأثرية، وكما نوجه أيضا كلمة الشكر إلى الإدارة التي بجهودها أقامت هذه الرحلة الخصبة بالمعلومات التاريخية.“
الحسين كان، سنغالي الجنسية يعبر عن شعوره بهذا الموقف العلمي :
”إنّ هذه الآثار التي نراها تدل فعلا على أن فكرة الحضارة قديمة قدم الزمان، وكما أرفض الفكرة القائلة بأن الحضارة بدأت بيد اليونان، بدليل ما نراه من هذه المعالم المعمارية القديمة، وكما يقول المحققون بأنّ الحضارة يقوم بنسجها أياد مختلفة .“
موسى شعيب نيجري الجنسية
”إنّ هذه الرحلة أدخلت في  قلوبنا جمّ السرور؛ لأنّ الإنسان وخاصة طالب العلم ينبغي أن يقوم بدراسة ميدانية، وزيارة هذه الأماكن الأثرية ضرب من التعلم، وما نشاهده في هذا الموقف التاريخي يؤكد لنا قوله تعالى: (( أفلم يسيروا في الأرض  فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة آثارا في الأرض...))سورة غافر“
سرين فالو جوب سنغالي الجنسية
  لقد تحققنا ما هو الهدف المنشود في هذه  الرحلة حيث اكتشفنا آثار أمم لولا ها فلا نعثر عليهم شيئا ، لأن ما شاهدناه  بحد ذاته يدل على تقدم الفكر البشري ، لذلك فما لنا إلا أن نوجّه تشكّرات حارة إلى الإدارة بأسرها . وشكرا .“

 وبعد هذه التعليقات القيّمة أمست الطلبة في أهبة الاستعداد للعودة بعد ما تركوا بصمات صور جماعية مع جميع الإداريين المشاركين في الرحلة لتبقى ذكريات لدى الحاضرين واللاحقين في دهور العواصر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق