مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

علّمنا الأخلاقَ والأدبَ

           الحمد لله عزّ وجلّ على نعمته وحبّه ورحمته، لا زلتُ أعيش في هذه الدّنيا الفانية وأطال الله عمري لأجدّد أعمالي وأصلح نِقاط ضعفي بإذن الله سبحانه وتعالى ، سأستمر في المساهمة في فعل الخيرات، وأطبّق علمي ومعرفتي ما دمتُ حيّاً قبل أن يأتي يوم لقائي ربّي التّوّاب الرّحيم، وقبل أن يحاسبني إلهي.
ما أحبّ أن أقوله في هذه اللوحة الجديدة يتعلّق بالأدب والأخلاق. لقد عرفنا منذ أزمنة طويلة أنّ الجاهليين قبل مجيء القرآن العزيز بين يدي الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم-  كانوا محبّين الفوضى وهؤلاء معترَفون بأصحاب الفواحش و ذوي القسوة إمّا على أنفسهم فرداً أم على الآخرين جميعاً.
  ثمّ أعجزهم الله بإتيان رسوله - محمّد صلّى الله عليه وسلّم- وفي يده وصدره القرآن الكريم لإرشاد الناس إلى الهدى ونور الحق. فعلّم المسلمين  الإسلام بحسن الأخلاق وخير الأدب. كما في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
"إنّما بُعثتُ لأُتمّم مكارمَ الأخلاقَ"
ومع ذلك، هل نستطيع أن نقول إنّ بعض المسلمين بمرور الدهر البعيد لقد تجاوزوا عن حدّ ما في معاملاتهم مع الآخرين حتى صاروا من الأنانيين بعدم الاحترام للآخرين ولا يبالون بالأخلاق المحمودة والأقوال الحسنة والأدب الذهبيّ ؟
إن لاحظنا، هناك مسلمون يتصرّفون كأنّهم ليسوا مبالين بالأخلاق والأدب والاحترام للناس من حولهم. يضرّون جيرانهم بالموسيقى، وترك القمامات في الممرات، ويسبّون الآخرين بحدّ الألسنة، ويدخلون ديار الآخرين دون السّلام، و يحبّون الصّراخ، واستعارة الأشياء دون إذن، وحبّ المشاجرات والجدل حتّى تضييق الآخرين، وحبّ الكلام الكثير دون فوائد، والحوار بصوت عالٍ قويّ ويسيئون إلى البعض بالكلمات السيّئة والمذمومة فضلاً عن لذّة فاكهة الكلام ويفتنون مَن لا يحبّونه، ويستهزئون بمَن يرونه أدنى منهم،  ويتعوّدون بالغيبة والنميمة.
وهناك مَن يرفضون النصائح والموعظة بخفية إذا قدّمتَ إليهم النصائح، وسيأتونك بالأسباب الرقيقة المتعدّدة ليجوّزوا ما فعلوا وما أرادوا، وهذا يبدو أنّهم ممّن يتّبعون الهوى، ويحاولون أن يحرّفوا تلك النصائح المخلصة الحقيقيّة ذات القيمة الغالية.
أصحاب الصراخ وصانعو التشويش وذوو الفوضى يتناسون قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } سورة الحجرات 2
ويتجاهلون أيضاً قول الله عزّ وجلّ:
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }
لقمان 19
و كذلك المتشاجرون والمجادلون لا يهتمون بقوله تعالى في كتابه المبين :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل 125
وخلاصة القول هي: أنّ الأخلاق والأدب كلاهما مهمّان جدّا في بناء المجتمع ويميّزانا عن المجتمع الغربي؛ ولنتحصّل عليهما، يجب أن يلتقي الطفل المسلم تربيةً حسنةً منذ صغره حتّى يكون مثلاً أعلى في المستقبل ومتمسّكاً بما جاء به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه خير الأنام في أخلاقه وأدبه وتصرّفاته، وقال صاحب الحكمة في حديثه الشريف:
"أدّبني ربّي فأحسن تأديبي"
 
إعداد: نور الفتحيّة عزّتي عفيفة، ماليزيّة
الثّالثة كلّيّة، اللّغة العربيّة وآدابها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق