مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

لقاء خاص..... رحلة وأحداث


مقابلة صحفية مع أحد الراجعين من السفر، وهو: الأستاذ/ مصطفى غيني الجنسية، حاوره: الصحفي: موسى شعيب.
بعد التحية الطيبة المباركة، والترحيب الحار الذي تلقته الصحيفة من ضيفها الكريم، أجرت المقابلة التالية:
الصحيفة: لماذا أردتم مغادرة ليبيا أثناء الأزمة وأنتم لم تكملوا دراستكم؟
أ.مصطفى: من ضمن الأسباب التي دفعتنا إلى مغادرة ليبيا –كما تعلمون جميعا- أن وقت الأحداث كانت الأوضاع غير مستقرة، وكانت الأسرة تضغط علينا بالاتصالات، وكلما اتصلت، تجد هناك بكاء من بعض الأفراد، يبكون، وهذه الأشياء جعلتنا ننسى من مواصلة الدراسة. وأنا أيام خرجت، كنت متأكدا أنني ما دام أكملت التمهيدية، مهما كان سأناقش، سواء في ليبيا أو في غيرها، لأجل هذه الطموحات حاولت الخروج عبر تونس، ومن هناك إلى غينيا.
الصحيفة: حينما غادرتم الكلية، هناك بعض الطلبة الذين أرادوا البقاء رغم الأحداث، لماذا لم تكونوا مثلهم؟
أ.مصطفى: ما كان بالإمكان أن أبقى؛ لأنني عشت في هذه الدولة منذ 2003، ولا أدري ما الذي سيحدث، وخوفا من هذا المجهول، حاولت الخروج.
الصحيفة: طبعا، حينما سافرتم المطارات لا تشتغل، بمعنى سافرتم عن طريق تونس برا، هل يمكنك أن تصف لنا العوائق التي كابدتموها في أثناء سفركم هذا؟
أ.مصطفى: نعم، يمكن أقول بكل إجمال، لم نعان كثيرا مشاكل في الطريق، لأننا سافرنا عن طريق السفارة، السفارة قدمت لصاحب السيارة أوراقا تحفظنا عن كل شيء في الطريق، إلا أن بعض الأفراد منا تعرضوا لبعض المشاكل، مثلا أنا أخذ مني جوالي، كان لدي نقالتان، وأخذ مني واحد، وكذلك بعض الأخوة أيضا، وما عدا هذا، كنا نذهب في الطريق، وفي الحقيقة لم نعان أكثر من هذا في الطريق.
الصحيفة: سمعنا أن الذين يغادرون في تلك الأثناء عن طريق تونس، ينزلون في مخيم اللاجئين، هل نزلتم هناك أيضا؟ وكيف كانت حالة المخيم من حيث المأوى، وغير ذلك؟
أ.مصطفى: نعم، نزلنا هناك، نحن غينيين قضينا تقريبا أسبوعين، والذين يستقبلون الناس، يسألون من أي جنسية أنتم؟ فنحن غينيون خاصة، وجدنا مشاكل هناك، إذ قيل لنا: بأن دولتنا لم تكن تشارك في المساهمات الدولية هذه، فرفضوا أن يرفعونا إلى البلاد، إلا أخيرا، بعد أن قضينا أسبوعين.. في الأخير حاولنا معهم، حتى رفعونا. ولم تكن هناك حمامات
بما يكفي، وإنما نذهب في الغابات؛ والحمامات القليلة دائما طابور طويل، من الصعب الانتظار، وكذلك الطعام، يمكن أن تنتظر في الطابور، ساعة. في النهاية، كنا نمشي في الغابات، ونشتري الطعام بأنفسنا في السوق، ونترك هذه الطابورات الطويلة.... كانت هناك أماكن للاستحمام ولم أكن أستحم في كل يوم، لأجل الازدحام، والطابور، وقلة الماء أيضا، كنت أستحم يوم بعد يوم.
الصحيفة: هل الطعام الذي يقدم لكم يكفيكم؟
أ.مصطفى: نعم، الذي يصبر وينتظر لمدة طويلة في الطابور، يجد ما يكفيه، ثلاث وجبات في اليوم، الصباح، والنهار، والعشية.
الصحيفة: بعد كل المشقات التي عانيتموها، ما هي الطائرة التي رفعتكم، هل هي تابعة لدولتكم، أم تابعة للأمم المتحدة؟
أ.مصطفى: بالتأكيد هي طائرة تونسية، لكنها ممولة من قبل الأمم المتحدة.
الصحيفة: بعد وصولكم إلى بلادكم، ما شعوركم تجاه الطلبة الذين بقوا في ليبيا؟
أ.مصطفى: في الحقيقة، وليس فخرا، كنت من أولئك الذين يهتمون بالطلبة الذين بقوا، وهم يشهدون على ذلك، فأنا دائما في الاتصال معهم، بعد أسبوع أو أسبوعين أتصل بهم، وأدعو لهم السلام، وأعرف أني سأرجع يوما ما.
الصحيفة: كيف كان ترحيب أسرتكم لكم عند وصولكم إلى البلد؟
أ.مصطفى: أصلا أنا أسرتي لا تسكن في العاصمة، هي تسكن في القرية، ومعظم أسرتي تسكن في ساحل العاج، وأنا أيضا عشت في ساحل العاج، ولكنني غيني، نزلت في كوناكري، ولم أجد أحدا من الأسرة، إلا أن هناك بعض الطلبة الذين درست معهم هنا، كسيسي سليمان، هو الذي جاء واستقبلني في المطار، وسكنني هناك لمدة أسبوعين، ثم رجعت إلى القرية مع الأسرة، وقمت بالزواج ثم رجعت إلى العاصمة، وبعد ذلك بدأت أدرِّس في الجامعة، إلى أن وفقت بمجيئي هنا.
الصحيفة: مبارك على زواجك، ونسأل الله أن يدوم زواجكم إلى الأبد، ويبارك لكما هذا الزواج، إن شاء الله. ونرجو منكم كلمة أخيرة..
أ.مصطفى: أشكركم جدا على ما قمتم به، في الحقيقة، هذه الطريقة جيدة، للاستفسار من الذين سافروا أثناء الأزمة، والوقوف على المعانات التي وجدوها في الطريق، هي عملية جيدة، تشعرنا بأن هناك أشخاص كانوا يهتمون بالطلاب الذين سافروا.. ونشكركم جدا على ذلك، ونرجو في الوقت نفسه، أن يوفقنا الله فيما نسعى إليه، وأن يؤتي الأمن والاستقرار لهذه البلاد؛ لأن الأمن والاستقرار مفيد للجميع، وإن لم نكن أصحاب هذه البلاد، وندعو للجميع بالتوفيق.
الصحيفة: تشكركم الصحيفة على قبولكم هذه المقابلة، وتتمنى لكم التوفيق والنجاح في حياتكم العلمية، والعملية.. وإن شاء الله لقاؤنا يتجدد.. والسلام !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق