مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

نظف حقيبتك الداخلية


.
عندما كنت طفلا، أعطتني أمي موزة لآكلها، فوضعتها في جيب حقيبتي المدرسية.. وعند استراحة الظهر في المدرسة فتحت حقيبتي لآكل الموزة فوجدتها مسحوقة تماماً.. تركت الموزة مكانها على أمل أن أزيلها من الحقيبة لاحقاً، لكنني وبسبب عطلة نهاية الأسبوع، نسيتها.. وعندما فتحت جيب الحقيبة وجدت الموزة وقد أصابها العفن..
أغلقت الجيب، ولم أخبر أحداً.. وبقيت الموزة سرّي الدفين لثلاثة أيام إضافية إلى أن أصبحت رائحة الحقيبة لا تطاق.. حتى رفاقي كانوا يتساءلون من أين تنبعث هذه الرائحة الكريهة في الصف؟! مما زاد في إحراجي.. فقررت عندها مواجهة الوضع وقمت بإزالة آثار الموزة المتعفّنة ونظّفت حقيبتي وأنهيت المشكلة..
هذا ما يحصل معك تماماً..تسحق مشاعرك من جرّاء اختبار مؤلم أو صدمة تتعرّض لها..
فتبقيها مخبّئة في جيب حقيبتك الشعورية..ولا تخبر أحداً عنها..فتصاب مشاعرك بالتلف..
رغم إنكارك، وتجاهلك لها، وإحكام الإغلاق عليها..
لكن "رائحة" اختبارك المؤلم، الذي قمت بدفنه داخلك، تنتقل من داخل "حقيبة" مشاعرك إلى الخارج.. فتحوّلك إلى شخص مضطرب، محبط، تشعر بالكره، بالحقد، بالذنب، أو بالظلم..
الحل الوحيد لهذه المشكلة هو مواجهة الأمر.. وفتح ”حقيبتك“ ما الداخلية، ما تخبئه من مشاعر، وتنظيفه، وإزالة بقايا مشاعرك وأحاسيسك المتعفنة..
تتساءل كيف؟ بالشفافية، بالاعتراف أمام نفسك وأمام من تثق به بأنك لديك مشكلة حقيقية داخلك.. أو بادر بالكتابة والتعبير على دفترك اليومي. فالكبت والإنكار.. ولفلفة المشاعر الدفينة والظهور أمام الآخرين بأن كل شيء معنا هو على ما يرام.. وبأننا مسيطرون على الوضع، لا تنفع، بل تُفاقِم المشكلة..
فمهما كانت آلية البوح بما في داخلنا، محرجة تكون أسهل بعشرات الأضعاف من أن نبقي سجّانين دائمين لآلامنا الدائمة..فلنفتح "حقائبنا"، ولننظّفها من العفن.. ولندع نور الشمس يدخل عتمتها..هذه هي "نظرية الموزة" التي طبّقتها على حقيبتي المدرسية..
فلنحاول تطبيقها على "الموز" المتعفّن في "حقائبنا" الداخلية الفكرية، والعاطفية..   c                       منقول..ومعدل.. للفائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق