مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

البكائيات


         بقلم: منى سليمان كونفي


 ما نفع الحسرات، وما جدوى البكاء؟
     ما الفائدة النوح على ما ضاع مما ترك الأجداد دون محاولة استرداده؟!
     ما نفع محاولة استرداد موروث الأسلاف من غير الاستفادة منها؟!
    ما فائدة محاولة الاستفادة من الموروث دون محاولة تطويرها؟
     قد تكون أنتَ من اكتشف القدرة على الطيران، ولكنني أنا من تمكن من استخراج تلك القدرة على الوجود واستخدامها، وعلمتك كيفية الاستخدام.
   لقد أصبح البكاء في العالم الإسلامي والحسرة خمراً يجري في العروق، وأصبح ميراثًا يرثه جيل بعد جيل دون بحث لاستراتيجية للنهوض والتقدم.
    لا ضير في البكاء، فهو يدل على الإدراك لما ضاع، ولكن العيب أن يكون التحسر هو الديدن.
    نبكي، ويبكي التاريخ علينا، ولا نستحيي أن نكون نحن فقط مَن يُبكى عليه، ويشار إلينا بأصبع الشفقة، وأخرى الجبن والتخاذل.
     الشعور بالنقص قتال، متى تمكن الفرد أن يجاهد هذا الإحساس رسم لنفسه خطوط عريضة للارتداد إلى العمق، إلى التقدم، ليس فقط في الماديات بل في الروحانيات، حيث الحقيقة الصحيحة التي لا تفرق بين الدين والدنيا، بل تبغي بين ذلك سبيلا.
     حسبنا مراسيم التعازي، حسبنا ما سمعنا من مآثر القدماء وإنجازاتهم، وكفانا ترداد ما قدموا للعالم، وهيا إلى العمل والمثابرة والجد، وهيا نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لنواصل عطاء الأجداد للعالم؟ وماذا أخرجنا من جعبتنا ليستفيد منه الجيل القادم، أم سنتركهم يبكون وينوحون كما نفعل الآن؟ لم يفت الأوان إن عزمنا وحزمنا. ?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق