مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

شهر رمضان موسم الهجرة إلى الجنان

             إن من فضل الله الرحمان على أمة النبي العدنان أن خصّهم بشهر رمضان شهر الرّحمة والغفران، شهرٌ تُضاف فيه أجر
الإحسان، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر بآية الفرقان((إنا أنزلناه في ليلة القدر*وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القد خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر))...شهر فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران.
  يقول نبي الرحمة محمّد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم في خطبة له رواها الإمام عليّ رضي الله عنه: ((يآيهاالناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله)).
فيا أخي القارئ: أي كرامة فوق هذه الكرامة؟! فدلالة النص أوضح من الشمس في فضل الله على المسلم بهذا الشهر المبارك؛ إنّه موسم الهجرة إلى جنات النعيم.
  في هذا الشهر تنال الجنان بأبسط الأعمال،بل تهدى فيه إلى المؤمنين بمجرد النيات و الآمال، فاستمع إلى المصطفى(ص) : ((أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب)).
  حقًّا إنه موسم الهجرة إلى الجنان...،لكن ما الذي ينبغي لنا القيام به من أعمال ترفع درجاتنا إلى الفردوس دون غيرها من الدرجات؟ الرسول الأكرم يقول ونحن نمتثل: ((فسلوا ربّكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم)). واعلم أنّ من حكمة الله بتشريع هذا الشهر العظيم ما يقوله أحمد المختار(ص) : ((وذاكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه)).
  ولكي نستفيد من الشهر أفضل استفادة في ظلال خط النبي(ص) فلنستمع إليه يقول ونحن نعمل: ((تصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، واحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحل النطر إليكم أبصاركم، وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم،...وتوبوا إليه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء، في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه...)).
  إنّه موسم الهجرة عن أسباب النيران، إلى رحمة الله الرحمان، بنيل الرحمات والجنان، ألم تسمع قول المبشر(ص) : ((ومن تطوع فيه بصلاة، كتب الله له براءة من النار، ومن أدّى فيه فرضا، كان له ثواب من أدّى سبعين فرضا فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ، ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر ختم القرآن في غيره من الشهور...)).
  إنه حقًّا موسم الهجرة إلى الجنان، فلنلتحق بقافلة المهاجرين قبل فوات الأوان فإنّ الحياة ثوان؛ إذْ من يدري ما يخبئ الأزمان، ومتى يدك أبوابنا يدُ المنون، فينبغي أن نكون فيه من الصّائمين، والصيام ليس من الأكل والشرب فحسب، بل جاء في الأثر عن المعصوم((إذا أصبحت صائما، فليصم سمعك وبصرك، وشعرك وجلدك وجميع جوارحك))،((لا يكون يوم صومك كيوم إفطارك)).
  حقا، إنّه موسمٌ، وكموسم الزراعة بجميع المعايير، فكما أن العاقل ينتهز الفرصة في موسم الزراعة فكذلك الحال في موسمنا هذا، و المزارع يفرح يوم الحصاد، والصائم فرحه يوم الإفطار، والمزارع الواعي يقتصد في محصولاته الزراعية إلى الموسم التالي فكذلك الحال المطوب من الصائم ((إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم)). فنسل الله أن يعيننا على التوبة قبل أن ينقضي عنا هذا الشهر المبارك، فقد جاء في الحديث: ((إنّه من لم يغفر له في شهر رمضان، لم يغفر له إلى قابل، إلاّ أن يشهد عرفة)).
  إنه موسم الهجرة إلى الجنان، ونختمها بقول الرسول الأكرم(ص) لجابر بن عبد الله الأنصاري، كما رواه عنه حفيده الإمام الباقر(ر): ((يا جابر هذا شهر رمضان، من صام نهاره، وقام وردا من ليلته وصان بطنه وفرجه، وحفظ فرجه ولسانه، لخرج من الذنوب كما يخرج من الشهر، قال جابر: يارسول الله (ص) ما أحسنه من حديث، فقال الرسول (ص): وما أصعبها من شروطٍ)).
  نعم، إنه شهر رمضان موسم الهجرة عن أسباب النيران إلى رحمة الله الرحمان بنيل الغفران والجنان. أعاننا الله على حفظ المحصولات إلى يوم تحشر المخلوقات. 
**************************
    *  *  *   
**************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق