مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

الجمعة المباركة...هل هي جُمعتنا الأخيرة ؟

الكاتبة: نور الفتحيّة عزّتي عفيفة بنت إبراهيم
السنة: الثانية كليّة/ ماليزيا
كنت مع صديقاتي حينما كنّا في آخر أيّامنا التي نقضيها  في ماليزيا المحبوبة قبل أن نغادر إلى ليبيا المرحّبة. كنّا نتجول في عاصمتها كوالا لمبور. لبعض الحوائج التي نحتاج إليها استعداداً للسفر. وتلك الجولة هي جولتنا الأخيرة. وقد حدث كان ذلك في يوم الجمعة المبارك ة. وقد سعدنا بشراء الحاجات التي نريدها حتّى أذن المؤذن لصلاة الجمعة.
وللأسف الشديد! كنّا لم نتوقّع ما شهدنا من كثرة الناس في المجتمع الذين لا يهتموا للأذان... بل القليل منهم الذين قلوبهم ليّنة ويمشون إلى المساجد القريبة لأداء الصلاة.
تذكرت قول ربّي سبحانه في سورة الجمعة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{9} والآية التي تأتي بعدها: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{11}.صدق الله العلي العظيم.
وقد انتظرنا حتّى يأتي الآذان الثانية ولكن ليس الكثير الذين يتحرّكون إلى المساجد ويعدلون عن التمتع والترفيه في الأسواق والدّكاكين. ويحزنني جدّاً حينما أرى هناك زوجات لا يبالين بأزواجهنّ الذين لا يؤدّون الصلاة بل هنّ يمسكنّ أيديهم ويحاولن أن يقنعنّهم للدخول إلى الأسواق. ورأينا أيضاً المناظر المحزنة أنّ مجموعات من الرجال جلسوا في المطاعم يشاهدون التلفاز ويدخّنون دون الحياء، ويتركون المساجد دون عذر. نداء المؤذِن مرتيْن وخطبة الخطيب على المنبر وتلاوة القرآن من الإمام في الصلاة لم يؤثر فيهم! سبحان الله العظيم!
صراحةً لا أريد أن أنظر مثل هذه المناظر في مجتمع المسلمين؛ لأنّ تلك المناظر تخالف تماماً البيئة الإسلاميّة.
يا إخواني في الإسلام! أنا أختكم في الدين، أودّ أن أذكّركم بشيئين لأنّ خلق الإنسان نسيان والدين نصيحة.
أوّلهما: علينا أن نشكر الله كثيراً لأنّ ما زلنا نعيش ولكن الموت قد يأتي فجأة، وهو لا يؤجّل ولا يتقدّم .
والثان: أليس من المعلوم أن قيام السّاعة سيكون في يوم الجمعة؟ ولِمَ لَمْ نفكّر قد تكون هذه الجمعة هي آخر جمعة لنا؟ وكيف سنجيب أمام الله حينما يأتي لقاؤنا به؟ قد تُسأل أمام الله: " ما هو العمل الأخير الذي قمت به قبل أن تلتقي بي؟" وهل ستقول: "كنت في المطعم وتركتُ صلاة الجمعة."؟  إذن، ما هي السعادة في جُمعتكم بنسبة يا إخوتي الرجال والشباب إذا كانت لا بركة فيها؟ أنتم أئمتنا وقوّادنا وأنتم المثال الأعلى لأجيالنا المقبلة.
فقد صدّقت قول الأديب أبو جعفر عمر حين يقول:
ومــــا زالــــــتِ الـــــدنيا طــــريـــــقـــــــاً لهــــــالـــــــك 
       تــــــــبـــــــايـــن في أحــــوالهــــا وتخـــــــالــــــف
فـــــــــــفي جــــــــــانـــب منــــــــــها تــــــــــــقــــــوم مـــــآتم
     وفي جــــانب مـــــــــنها تــــقوم مـعــــــازف
فــــــمن كان فيــــــــــها قــــــــاطنا فهو ظـــــــــــاعن
     ومـــــــن كان فيـــــــها آمــناً فهو خائف
وآخر الكلام... أودّ ألاّ ننسى أنّه كم من الأشخاص في العالم لم يسجدوا ولم يركعوا، ثمّ ماتوا ودفنوا في المقابر وتمنّوا الحياة مرّة ثانية لقيام الصلاة فقط! إنّ الدّنيا فانية ولا يبقى إلا ربّنا ذو الجلال والإكرام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق