مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

كيف نستفيد من عطلة الصيف؟

الباحث/ محمد جميل كاكاندي _ أوغندي

يظن بعض الطلبة أن العطلة الصيفية تعني النوم والراحة والترفيه من التفرج على الأفلام والسهر في الحديث مع الأصدقاء، وهذا راجع إلى اعتقادهم أن الدراسة مرتبطة بالأساتذة والقاعات والمقررات فإذا ما انتهت الامتحانات تنتهي الدراسة تلقائيا،  لذلك بعد إعلان النتائج ستُفاجأ بالكتب المرمية في كل مكان بما فيها المزبلة ، وهذه الفكرة – حصر الدراسة في القاعات والمقررات – مرحلتها الابتداء فما قبلها وتلك مرحلة قد اجتزناها قبل بضع سنوات، فكما أننا ارتقينا إلى مستوى الجامعة ينبغي علينا كذلك ترقية أفكارنا ونظرنا إلى الأمور إلى المستوى الملائم للطالب الجامعي.
ولعل من أبرز ما يمكن استفادة منها  خلال عطلة الصيف ما يأتي:
1.إقامة دورات التقوية في المواد التي قد تكون غريبة على بعض الطلبة في السنة الدراسية اللاحقة ، فهناك طلاب من ينتقل من  المعهد التأهيلي إلى الكلية ولم يعرف شيئا في العربية قبل قدومه إلى ليبيا سوى التحية، فحري على أمثال هؤلاء انتهاز فرصة الصيف في إقامة دورات التقوية في المواد التي لم تسبق لهم دراستها، سواء جماعيا أم فرادي،  وكذلك بقية السنوات في الكلية وخاصة من ينتقل من السنة الثانية إلى الثالثة حيث تكون هناك مواد جديدة وغريبة على بعض الطلبة حسب التخصص، ففي شعبتي القرآن الكريم والدعوة والحضارة مادة الميراث(الفرائض) التي تتطلب فهم ألفها قبل الانتقال إلى بائها، أما في شعبة اللغة وآدابها فكثيرا ما نشتكي من مادة العروض التي تعتمد على الفهم - فيما يبدو - أكثر  من الحفظ.أما في القسم العلمي فـــــ "أهل مكة أدرى بشعابها".
فمن المناسب أن يتعرف الطالب على هذه المواد في وقت الراحة بدلا من انتظار وقت الدراسة ليجمع بين تهجئة اسم المادة والتعمق فيها في آن واحد.
2.تعلُّم اللغات المحلية والإقليمية والعالمية: لكل بلد لغة يستخدمها الشعب في المكاتب والمؤسسات التعليمية والهيئات الدبلوماسية، فقد تكون هذه اللغةُ محليةً مثل لغة الصين للصينيين والسواحيلية  للتنزانيين أو إقليميةً  مثل السواحيلية لمعظم الدول الشرق أفريقيا ، والهوسا للدول المجاورة لنيجيريا، وبمبارا للدول المحاطة بدولة مالي، والروسية للدول المجاورة لها، أو تكون اللغةُ الرسميةُ عالميةً  كما في شأن الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية...، فبهذه اللغات تقاس ثقافة الإنسان لذلك تفوتنا وظائف كثيرة إما لجهلنا للغات بلداننا أو أقاليمنا أو لغة من اللغات العالمية، فهناك عدد من الطلبة من هو طلِقٌ في الكلام ولكنه أمي في الكتابة والقراءة، والمؤسف أن هناك من يدخل الكلية بهذا الوضع ويواصل إلى مرحلة الدراسات العليا ويتخرج بالدرجة نفسها من تلك اللغة!
3.التقنية الحديثة : ولعله قد وصلتك المقولة القائلة : "الأمِّي في وقتنا الراهن من يجهل التعامل مع التقنية الحديثة" وإذا كنت مترددا في التسليم بهذه النظرية فحافظ نفسك خارج نطاق التقنية الحديثة لتسلِّم بها وقت الحاجة إليها. إن هناك تفاوت بين طلاب الكلية في معرفة ما يتعلق بالتقنية الحديثة، فابدأ بمن هو أعلى منك درجة قبل أن تصل إلى جماعة الحاسوب والمهندسين المعروفين في الكلية من أمثال زنغوا وشافعي الفكاهي المشهور.وهل تعرف أن هناك في الكلية من لا يعرف أين توجد المعلومات المحفوظة في الجهاز فضلا عن كيفية حفظها! فهل يصلح هذا  لعصرنا أم يمثل فترة تاريخية؟
4.تقوية اللغة العربية ، يلاحظ أن هناك ضعفا لغويا في الكلية ولهذا الضعف عدة أسباب من بينها عدم القراءة خارج المقررات الأمر الذي يضيِّق نطاق لغة الطالب، إضافة إلى العادة السيئة التي ورثها بعضنا والمعروفة "بالشرب" والذي يقصد منها حفظ المادة طبق الأصل، فالشارب لا يمكن أن ينمي قدرته التعبيرية فضلا من تخوف أمثال هؤلاء من الامتحانات تحسبا من تغيير الأستاذ للعبارات، فمن المستحسن أن ينكب الطالب على تقوية لغته في الإجازة الصيفية.
5.القرآن الكريم: قد لا تكون هناك مادة لا تصلح لما يعرف بــــــــ"التعليم الذاتي" أكثر من القرآن الكريم فالأمر لا يتوقف على معرفة  اللغة العربية أو حتى على إتقانها بل يتعدى ذلك ليصل إلى أخذه من أفواه المقرئين، وهذه الحقيقة يجهلها بعض الناس .مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن من جبريل وأخذه الصحابة منه لينتقل بالتواتر إلى الأجيال المتلاحقة. ويجب علينا أيضا أن نأخذه ممن ورثه من أسلافنا، وإذا كانت التَّعْتَعْةُ في القرآن مذمومة لخريج الثانوية فما بالك بخريج الجامعة، وخاصة إذا كان ذلك الخريج يتعتع في قصار السور من جزء عم وكذلك السور التي يكثر قراءتها في المناسبات الدينية.
6.إذا لم يتمكن الطالب من مراجعة القرآن وقراءته ولم يتمكن كذلك  أو قل تكاسل عن المشاركة في الدورات التي أشرنا إليها، فليمارس الرياضة حفاظا على سلامة جسمه ومن ثم على سلامة عقله وذلك أضعف الإيمان!               
  *************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق