مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

هجرة العقول


  هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة يتطلب البسط والإسهاب ولكن نتيجة لضوابط وقيود الصحيفة تملي على صاحب الموضوع أن يتقيد ويلتزم الإيجاز والاختصار ولذلك يتحتم حصره وعدم بسط الكلام فيه . ونعني بهجرة العقول : هي هجرة العلماء الموهوبين والمفكرين المبدعين والكوادر السياسية الذين يتمتعون بقدرات ذاتية بناءة سواء كانوا من قارة آسيا أو قارة أفريقيا إلى القارة الأمريكية أو القارة الأوروبية .
يهجرون أوطانهم لأسباب وظروف تحول بينهم وبين توظيف قدراتهم وإبداعاتهم والأسباب التي جعلت هؤلاء العلماء يغادرون أوطانهم رغم حرصهم الشديد على البقاء فيها كثيرة. وظني أنه إن لم يسوء فهمي لهذه الأسباب أقول أنَّ السبب الرئيس هو فساد أنظمة الحكم المتعاقبة في دول العالم الثالث طيلة العقود الغابرة، هي من أسوأ وأشد العوائق التي كبلت العقول وسعت إلى وأد الأفكار ، لأنهم بطبعهم الخاص لا يساعدون في خلق جو آمن يساعد في عملية الإبداع والتطوير ولا يحسنون استثمار العقول .
لأنهم لا يقبلون نصيحة أحد في أغلب الأحيان إلا إذا كنت تضرب أوتعزف لهم في الوتر الخاص؛ لأن أنظمة الحكم المتعاقبة طيلة السنوات الماضية ترى أن أفكار مثل هؤلاء الناس تتعارض مع مصالحهم الخاصة ، ويعتبرونهم يسعون إلى تغويض عروشهم وزلزلة كراسيهم التي كانت أساسا مبنية على جماجم ورفات كثير من البشر الأبرياء .
ومن ثم يتعرض هؤلاء الناس إلى الاغتيالات أو الزج بهم في غياهب السجون . فما على الذي يرى النور إلا الفرار للنجاة بنفسه إلى أرض يرى فيها الأمن والأمان ، بدلاً من شبح وكابوس الموت الذي يلاحقهم و يئد أفكارهم ولا يتركهم يخلدون للراحة النفسية والبوح بأفكارهم . وإذا كانت هناك رياح طاردة من قبل أوطانهم ، فإن هناك في المقابل رياح جاذبة تستقبل مثل هؤلاء وتوفر لهم الجو الآمن والمناخ المناسب لتوظيف قدراتهم وأفكارهم الذاتية واستثمارها في شتى مجالات الحياة . وهجرة العقول تترك أثرا سلبيا تدفع ثمنه الأوطان المهجورة .                                                                                                    
إعداد : جبريل آدم يوسف ــ تشاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق