مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

موسم الشعور


     كنت أظن أن الإنسان يتعلم من أخطائه... كنت أظن أن البشر يأخذ العبر من التاريخ، يأخذ منه الجيد ويتفادى أن يكرر أخطاء من سبقه!
     لكن للأسف الشديد، وجدت العكس، وجدت عند الأمة الإسلامية ـ شيئا غريباً ـ وجدت عندهم بالإضافة إلى مواسم الطبيعة ـ الصيف والشتاء، الخريف والربيع ـ لهم موسم للشعور، يتجلى ذلك عند الأحداث، عندما تُرسم الرسوم الساخرة
 (caricature) للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، يستشيط المسلمون غضبًا، ولما تنجلي تلك الأحداث ينسون ذلك.
     عندما يتعدى العدو الصهيوني على فلسطين، ويذبح الناس، لا تنتهي المظاهرات ضد هذا الظلم.
    ما شاء الله، شعور عظيم، وعمل نبيل، بارك الله فينا، التفاؤل مع الأحداث شيء جميل، فهذا يدل على أن لنا شعورا وأحاسيسا، فقد شاركنا في الدفاع عن الدين. ولكن هل تتوقف الأحاسيس عند هدوء الأحداث؟ هل يتوقف الذب عند هذا الحد؟ هل هذا هو النضال؟ هل هذا هو الدفاع؟
     كلا، ليس الدفاع أن نخرج يوماً أو يومان، ونرفع أصواتنا، ونعتصم في الطرقات ثم نعود إلى بيوتنا وكأن شيئا لم يحدث. لماذا لا نبحث حلا للمشاكل عند هدوئها حتى نتمكن من التصدي لها؟ هل تساءلنا أو سأل أحدنا نفسه، على الرغم من المظاهرات والشكوى لم يكتفوا، لم يدعونا وشأننا، لم يردعوا ولم يتوانوا يوما ولو للحظة من أذيتنا؟
     لأنهم في يقين أننا في سبات، لأنهم يستمتعون  بمثل هذه الفتن التي توقظنا من سباتنا لثانية ثم نعود إلى النوم المضطرب!
     دعونا لا نحس لثانية فقط، دعونا لا نشعر لواقعة فقط، دعونا لا نثور لحادثة في وقتها.
     أو لتكن أحاسيسنا لتلك الواقعة، لتكن ثورتنا لتلك الحادثة، ولكن لا نعود إلا النوم بعد الهدوء، وأصر على الهدوء، لأن العدو لا ينام بل يهدأ ويتريث قليلا، وإلا لما تكررت تلك الهجمات والإساءات.كفانا قول بلا عمل، كفانا وعود بلا تنفيذ، كفانا شعور لموسم بلا بحث للحلول.      منى سليمان كونفي/بوركينية   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق