مرحبا بك في موقع صحافة بلا حدود

معنى قوامة الرجال على النساء


نور الفتحيّة عزّتي عفيفة بنت إبراهيم


  لقد خلق الله - سبحانه و تعالى- الإنسان ليعيش زوجا لا فردا، فكمال الرجل لا يُرى إلا بوجود امرأة، و قديما قيل: (( وراء كل رجل عظيم امرأة )) وكذلك لا تظهر أنوثة المرأة إلا برجل.
فلقد خلق الله – تعالى- آدم عليه السلام وكان في ذلك الحين يشعر بالوحدة، وكان من الحكمة الإلهية أن خلق حواء من ضلعه الأيسر، لتكون آنسة وشريكة له ورفيقة حياته، وليسكن إليها، قال الله تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون }.
ومع كثرة نعم الجنة وزخارفها لم يكن آدم عليه السلام ليتمتع فيها لولا وجود حواء معه، فتمتع الرجل يكمل بوجود شريكته. قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة )).
إن خلق المرأة من ضلع الرجل وراءه حكمة إلهيّة قيّمة، وهي أنّ الرّجل لا يستطيع أن يعيش بدون امرأة وكذلك العكس، وإن الرّجل هو الأساس الأوّل والقويّ الذّي يُعتمد عليه في الأسرة والمجتمع. قال الله تعالى: { الرّجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله }.
غير أنّ القوامة تختلف لينا وخشونة باختلاف سلوك النساء إزاء أزواجهنّ، فتكون القوامة إشرافا وتكريما مصحوبة بالرفق والحسنى وتلك قسمة الصالحات القانتات الحافظات للغيب.
ويجب على الرجال –أيضا- عدم السيطرة التّامّة على المرأة، وتعبير القرآن الكريم (( قوّامون )) على صيغة المبالغة يفيد شمول قوامة الرجل على المرأة لكلّ شأن من شؤونها، شريطة ألاّ تسلبها قوامته أي حقّ من حقوقها الّتي خوّلها الله تعالى إياها.
ومما يدلّ على أنّ قوامة الرجل ليست ضربا لازبا وأنّها رهن بالمؤهّلات الطّبيعية والخلقيّة و الحيويّة التي فضّل الله بها الرّجال على النّساء، أنّ الرّجل يُسلب حقّ القوامة إذا فقد شرطا من شروطها.
ومن المؤسف جدا أنّ الرّجل المسلم اليوم [باستثناء القليل] يفهم الدّين فهما جزئيا فتراه يتمسّك بالقوامة دون النّظر إلى مجموع الآداب والأخلاقيّات التي شرعها الله تعالى. بينما ينبغي أن نفهم القوامة ضمن العلاقات العديدة الّتي ينشئها الإسلام بين الزوجين.
فالصورة الكاملة للعلاقات الزوجية صورة حميمة يمثل فيها كلّ من الزّوجين السّكن والموّدة والعون والرّحمة للآخر
إلى جانب ذلك يعطي الإسلام اهتماما عظيما للأبناء. فقوامة الرّجل تعني: أنّه المسؤول الأول عن نجاح هذه الأسرة، عن سعادتها وعن رعاية الطرفين الآخرين: الزوجة والأبناء.
          
  أيّها الرّجال المسلمون لا تزيّنوا نساءكم وأولادكم بزينة الدنيا الفانية، والأموال الزائلة والثقافات الغربية الباطلة فتندمون في الآخرة. واعلموا أنّ خير ما يزيّنه الرّجل المسلم لأهله هو التربية الصالحة والمعاشرة الطيبة، والحفاظ على حقوق كلّ فرد من أفراد الأسرة، وتأديبهم الآداب الإسلامية الجميلة والأخلاق المحمودة والتعليم الدّيني، وملاطفتهم وإشراكهم الرأي والمشورة للتفاهم، وإنّ الرّجل ليعمل برأي زوجته أو ابنه فيفوز فوزا وينجح نجاحا في حياته أو عمله. إنّ هذا كلّه من حقوق الأسرة على مسؤولها.
     إنّ هذه القيادة الأسريّة ليست قيادة عسكريّة أو إداريّة تأمر وتنهى دون مشاركة من أفراد الأسرة، وإنما هي قيادة قائمة على الشّورى والتّفاهم والرّضا. وفضلا عن ذلك، فإنّ الحياة الأسريّة في الإسلام ليست حياة سائبة، وإنما هي حياة تنضبط بقواعد وقيم وأخلاقيات جاء بها القرآن وجسّدها الرّسول صلى الله عليه وسلّم في معاملاته وعلاقاته.
     وفي إطار ذلك كلّه نستطيع أن نفهم معنى القوامة ونميّز بينه وبين الاستبداد الفردي القائم لدى بعض الأزواج. إنّه عجب العجائب أن يقول قائل: إنّ المرأة رأس المشاكل والمتاعب، ويقول آخر: تربية مجموعة من القطط أسهل من تربية بنت واحدة!!! وثالث يشبّههنّ بالشياطين. سمع رجل من الصالحين شخصا ينشد:
  إن النساء شياطين خلقن لنا #  نعوذ بالله من شرّ الشّياطين
فقال له: ويحك، هلاّ قلت:
  إن النساء رياحين خلقن لنا  #   وكلّنا يشتهي شمّ الرّياحين
 والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فأدّبهنّ وأحسن إليهنّ وزوّجهنّ فله الجنة )).
أيها الرّجال المسلمون، لا تدفنوا حقوق النساء كما فعل أهل الجاهلية، واعلموا أنّ الأسرة الصالحة تكوّن مجتمعا صالحا. وأنّ الأسرة الصالحة لا تتكوّن إلاّ من أب و أمّ صالحين يربيان أولادا صالحين. (( فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته.))..?



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق